اتصل بي آخر الليل صحفي سوداني يعمل بأحدى الاصدارات بالخليج، وبجانب ذلك يشرف على موقع اخباري نشط، كان هاتفه القلق يستفسر عن المرافعة والحلول التي قدمتها (قحط) لحمدوك وود البدوي ومجلس وزرائهم المقموع حتى تراجعوا عن رفع الدعم، وكيف يغطون العجز؟ في هذه الميزانية (المخستكة) قلت له: هي يا صديقي ليست ميزانية واحدة، بل (ميزانيتان) على خطى ليست وثيقة واحدة بل وثيقتان.
قلت له بصراحة لا أملك معلومات مؤكدة عن الذي دار في الاجتماع غير التاريخي لأن الشغب لم يخرج بعد على المواقع، ولم يقدمه الوزراء لمكاتب احزابهم السياسية ولا لسفاراتهم الراعية والداعمة، ولكنني بحكم التجربة الاعلامية والسياسية المتواضعة اقدر بأن الاقتراح الذي أفضى للتأجيل كان على النحو التالي:
١/ أن تغادر الرفيقة اسماء محمد عبدالله وزيرة الخارجية فوراً للاتحاد السوفيتي العظيم لاقناع الرفيق برزنيف بدعم الميزانية، باعتبار أن هذه الحكومة تمثل مرحلة الجبهة الوطنية الديمقراطية مقدمة للاشتراكية ثم دولة الشيوع التي تملأ الدنيا عدلا بعد ان مُلأت جوراً، وذلك كما ورد في مانفستو ماركس _ انجلز
٢/ كما أن الرفيق ساطع الحاج سوف يغادر إلى القاهرة لمقابلة شعراوي جمعة للتوسط له لمقابلة الزعيم عبد الناصر واقناعه لدعم سلعي واستخباراتي للحكومة، باعتبارها تحالفا ما بين القوميين العرب والشيوعيين أبناء العمومة كما حدث في مايو ٦٩ بوقع الحافر على الحافر.
٣/ كما أن حزب البعث العربي الاشتراكي (القيادة القطرية) قد اختار أحد النشامى وغالباً ما يكون الرفيق علي الريح السنهوري لمقابلة الرفيق طارق عزيز وسيطاً لمقابلة القائد صدام حسين وذلك لتقديم ٢٠ باخرة من النفط العراقي لفك ضائقة المواصلات وانقاذ ما تبقى من الموسم الشتوي ومقابلة تكاليف المشروع الأممي سندوتشات الطعمية لدعم الوجبة المدرسية.
٤/ أما الأخوة الجمهوريين قد اختاروا (القراي) برفقة نصر الدين مفرح عن حزب الأمة لمقابلة اللوبي اليهودي واللوبي الصليبي بأمريكا واخضاعهم بسطوة دولة القرامطة القادمة، حتى يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون.
وقد أكدت مصادرنا أن وزير المالية ود البدوي قد اختار شعار المتنبئ للميزانية الغرائبية:
أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً
أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ
الانتباهة