على مدى الـ8 سنوات الماضية، ظهرت النسخة العربية “أحلى صوت” من برنامج المواهب الأشهر والأكثر جماهيرية (The Voice).
منذ الموسم الأول استطاع تحقيق شعبية وجماهيرية كبيرة خاصة مع أسماء لجنة التحكيم الأولى التي ضمت شخصيات فنية كبيرة مثل كاظم الساهر وصابر الرباعي وعاصي الحلاني وشيرين عبد الوهاب.
وعلى الرغم من أن البرنامج الأشهر عربيا وعالميا تتنافس فيه أصوات مميزة مع وعود بحصول الفائز على حق إنتاج ألبوم غنائي خاص به، فإنه حتى الآن لم يحصل أي من الفائزين الأربعة على مدى المواسم السابقة على ألبوماتهم الخاصة، ونستعرض حاليا مسار نجوم المواسم السابقة:
مراد بوريكي
المطرب المغربي الذي فاز بلقب البرنامج في موسمه الأول مع مدربه عاصي الحلاني، اختفى تماما منذ العام 2012، وظهوره قليل للغاية ولم يقدم حتى الآن إلا بعض الأغنيات المنفردة، ولم يحقق وعد إنتاج الألبوم حتى الآن.
وأطلق بوريكي بدايات العام 2019 أغنية منفردة مهداة للنساء المغربيات في يومهن العالمي بعنوان “زينك خطر”، بتعاون مع كاتب الكلمات حسن ديكوك.
وحتى الآن ما زالت الوعود بألبوم مراد بوريكي والأخبار حوله تنتشر من حين لآخر، سواء بألبوم منفرد أو بأغنية مشتركة مع مدربه عاصي الحلاني، الذي ظهر بوريكي معه مرات عدة في حفلات بدبي ولبنان والمغرب، ولكن البرنامج لم يدعم مسيرة المطرب الشاب.
ستار سعد
العراقي ستار سعد من فريق الفنان كاظم الساهر هو الفائز بالنسخة الثانية من البرنامج، ويعد الأكثر انتشارا من الفائزين الأربعة بنسخ البرنامج حتى الآن، حيث أطلق أغنيات منفردة عدة وله جماهيرية معقولة نسبيا، ولكنه لم يصبح نجما كبيرا كما كان متوقعا له.
غير أن سعد موجود بقوة في الحفلات على مستوى العراق ولبنان، وفي مسيرته العديد من الكليبات والأغاني المنفردة، من بينها “ما صار شي” و”تواعدنا” و”أبهيبتك يا عراق” و”مو مشكلة” و”ملينا الغربة” و”عشق مجنون”، وشارك في مهرجانات عدة مثل “مهرجان كلنا العراق ومهرجان “موازين”.
وعلى الرغم من هذا لم تساهم الحفلات والوجود المستمر في دعم ستار أو حتى بجعله نجما حاضرا في الساحة الغنائية، ورغم تقديمه أغنية دويتو مع مدربه كاظم الساهر وهي أغنية “يا الكذاب” التي ألفها ولحنها له خصيصا كاظم الساهر، فإن حضوره في الساحة الفنية محدود جدا ولم ينتشر بالشكل المناسب.
نداء شرارة
الأردنية نداء شرارة منذ بداية اشتراكها بالبرنامج وهي لافتة للانتباه حيث كانت ترتدي الحجاب مما جعلها مادة للتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هذا التداول سرعان ما انحسر بعد سماع صوتها وبعد انضمامها لفريق شيرين عبد الوهاب.
نداء هي الوحيدة التي أنتج لها ألبوم غنائي وهو “بعدو عطرك”، بجانب مجموعة من الأغاني المنفردة، منها “سهرانة أنا” و”أنا أردنية”، كما شاركت في مهرجانات عدة من مثل مهرجان جرش ومهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية.
نداء تقيم حاليا في مصر وهي مستمرة في تقديم الأغاني والحفلات، إلا أنها لم تنتشر بعد بالشكل الأمثل، حيث حصد كليب أغنيتها الجديدة “بس يقبرني” 700 ألف مشاهدة على موقع يوتيوب، وذلك بعدما طرحته عبر القناة الخاصة بها على يوتيوب يوم 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
دموع تحسين
فازت العراقية دموع تحسين في النسخة الرابعة من البرنامج، وكسابقيها قدمت بعض الأغاني المنفردة دون طرح ألبوم كامل.
لم تختف تحسين من الساحة الغنائية غير أنها تظهر من حين لآخر في مهرجان غنائي هنا أو هناك، ولم تحقق حتى الآن أي نجاح يذكر، كما انحسرت الأضواء عن موهبتها بشكل كبير، والتركيز مسلط فقط على وزنها الزائد أو شائعة التهديد بقتلها التي ظهرت العام الماضي.
كان هؤلاء هم الفائزون في مواسم البرنامج السابقة، إلا أنهم لم يكونوا وحدهم الأبرز، إذ كان هناك عدد آخر من المشاركين الذين لفتوا الانتباه.
قصي حاتم
ربما تكون أبرز مشكلة واجهها قصي -أحد نجوم الموسم الأول- هي أنه نجل الفنان العراقي حاتم العراقي، وهذا ما أخّره في الانطلاق في نجوميته الفنية.
قصي كان أحد أفراد فريق النجم التونسي صابر الرباعي، واستطاع أن يلفت الانتباه له خلال عرض البرنامج.
قصي أكد طوال الوقت أنه يرغب في الخروج من عباءة والده وتقديم ألوان غنائية مختلفة، وربما هذا هو الذي حدّ من انطلاقته حتى الآن.
مروة ناجي
خلال حلقات الموسم الثاني من البرنامج استطاعت المصرية مروة ناجي أن تلفت الأنظار إليها خاصة بعد أداء أغنية “برضاك يا خالقي” لكوكب الشرق أم كلثوم.
انتشار مروة كان كبيرا بعد البرنامج وحتى اللحظة، وتحظى بشعبية معقولة نسبيا مقارنة بأقرانها وحتى بالفائزين بنسخ البرنامج، حيث إن شركة بلاتينوم ريكوردز المسؤولة عن برنامج “ذا فويس” أعلنت أنها ستنتج لها ألبوما غنائيا بعيدا عن مشاركتها في البرنامج، وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى اللحظة.
أسباب الاختفاء
اختفاء هؤلاء الفنانين المبتدئين بسرعة يؤثر عليهم بشكل كبير، فبعد أن كانت الأضواء مسلطة عليهم لأسابيع كثيرة، فجأة ينتهي الزخم والتلهف على سماعهم، وبعد أسابيع عدة من انتهاء البرنامج تنحسر الشهرة أيضا وتقل المقابلات التلفزيونية والصحفية، وتنحسر أخبارهم، مما يؤثر بالتأكيد على شغفهم وحماسهم.
ومع تشبع ساحة الغناء العربية بعدد كبير من النجوم الراسخين بجمهورهم الكبير، يتزاحم هؤلاء النجوم الجدد من أجل نيل نصيبهم من المتابعات والمشاهدات. ومع ضعف الإنتاج الحالي، وانخفاض مبيعات الألبومات وقلتها، والاتجاه إلى الأغاني المنفردة، وغياب توجيهم، ربما تتأثر هذه المواهب كثيرا سواء في تطورهم أو نجاحهم.
وقد اتضح هذا التأثير السلبي من خلال اتهام الأردنية نداء شرارة مدربتها شيرين بأنها لم تدعمها.
وقد انتقد الفنان السوري جورج وسوف مشاركة مطربين في لجنة تحكيم برنامج مسابقات لمطربين آخرين، حيث قد تكون الموهبة التي تغني أمهر من المطرب الذي يدربها، وتساءل وسوف وقتها: كيف يحكم هؤلاء على مواهب منافسة لهم؟ وهل سيعطونهم نصائح حقيقية؟ وهل هؤلاء المطربون أهل لإعطاء النصائح بالأساس؟
ويظل السؤال مطروحا هل تساهم برامج المسابقات الغنائية في شهرة الفائزين فيها؟ أم هي مجرد دعاية تحققها هذه البرامج؟ فبعد انتهاء البرنامج والمشاهدات، يختفي المعلنون وتختفي معها الشهرة التي حظي بها هؤلاء الفنانون الجدد للحظات.
الجزيرة نت