محمد عبدالقادر: الموازنة والثورة المضادة!!

لايمكن التقليل باي حال من التحديات الجمة والتعقيدات الكبيرة التي تواجهها موازنة العام 20 20، اري ان التعامل معها تم ب(كلفتة) لا تتناسب مع الظرف الاقتصادي الدقيق الذي يمر به السودان ولا الوضع المعيشي الحرج للمواطن .

كل ما تم الاعلان عنه سيتسبب في كارثة تحيق بالبلد والمواطن لانه اعتمد في الاساس علي خيارات سهلة ومقترحات كسولة ركنت اليها الحكومة السابقة فكان جزاؤها الرحيل ولعنات الغاضبين علي غلاء الاسعار وازدياد فاتورة المعيشة.
علي فضائية النيل الازرق وفي برنامج (حوار المستقبل) اكد المشاركون وبينهم الاقتصادي عضو مركزية الحزب الشيوعي الدكتور صدقي كبلو ، وعضو اللجنة الاقتصادية بقوي الحرية والتغيير المهندس عادل خلف الله والدكتورة غادة عثمان عضو تجمع المحاسبين المهنيين ان الموازنة تواجه عقبات خطيرة لجهة اعتمادها على موارد خارجية فضلا عن مواجهتها لمشاكل موروثة من النظام السابق ممثلة في الضائقة المعيشية وندرة السلع الأساسية وارتفاع أسعارها بجانب عدم استقرار سعر الصرف ، وضعف الإنتاج، واختلال الميزان التجاري ) .
من الواضح كذلك ان الخلافات علي اشدها بين قوي الحرية والتغيير حول الموازنة ، توشك قضية رفع الدعم ان تنسف التحالف الحاكم وسط تباعد كبير بين مكوناته حول القضايا الاقتصادية الكلية وفي مقدمتها الاعتماد علي الدعم الخارجي واغفال الموارد المحلية، وملف رفع الدعم عن السلع الاساسية.
من اغرب الملاحظات التي تفتح باب الحيرة حول طرائق اتخاذ القرار داخل قوي الحرية والتغيير الخلافات التي برزت حول الموازنة،
المنطق يقول ان قوي الحرية والتغيير عينت وزير المالية الدكتور ابراهيم البدوي وانها الجهة الحاكمة المنوط بها وضع السياسات المالية والاقتصادية،فكيف تصبح قحت والقوي المتحالفة معها ( ثورة مضادة) تتعامل بمبدا التحنيس مع الوزير الذي عينته وقدمته لتسلم ملف المالية.
بالامس قال عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي والخبير الاقتصادي كمال كرار، إن موازنة 2020 تتعارض وتتنافى مع روح الثورة واضاف انها ( بعيدة عن شعاراتها، بل تعبر عن الثورة المضادة.).
الكرار اكد في حديثه لصحيفة (آخر لحظة) عدم وجود دعم لأي سلعة في السودان بحسب الأرقام والإحصائيات، وتابع البنزين الذي تقول الحكومة بأنها تدعمه منتج محلياً، وتكلفته أقل بكثير من المستورد.
صدقي كبلو القيادي بالحزب الشيوعي وقوي الحرية والتغيير اكد في حديثه اثناء مشاركته في (حوار المستقبل) وجود خلافات مع وزير المالية في قضايا ذات صلة بالموازنة ابرزها الاعتماد علي الدعم الخارجي واغفال الموارد المحلية، واضاف ان الموجهات المعلنة للموازنة لم تات بجديد،وطالب الحكومة باهمية وضع يدها علي المال العام وان امتلكته قوات نظامية ..
د. صدقي اضاف ان الموازنة تاخرت لان وزير المالية، صرف وقتا طويلا في البحث عن الخارج، مبينا انه كان ينبغي أن تسبق الموجهات مشاورات عميقة لان الموازنة مرتبطة بإعادة هيكلة وسياسة الاقتصاد.
بالامس نقلت (باج نيوز) عن عضو المجلس المركزي لقوى إعلان الحرية والتغيير، بابكر فيصل، رفض التحالف رفع الدعم عن المحروقات في الوقت الراهن، وأكد وجود اقتراح لبدء رفعه بالتدرّج بعد”6″ أشهر.
فيصل وحسب صحيفة الحداثة الصادرة امس قال إنّ المجلس المركزي ـ أعلى سلطة في التحالف ـ اقترح على وزير المالية رفع الدعم عن المحروقات بالتدرّج بعد 6 أشهر، وأنّهم أبلغوه رفضهم تحرير أسعار المحروقات بالطريقة التي عرضت في مشروع الموازنة.
ازاء هذا الوضع الملتبس يصبح من الضروري معالجة امر الموازنة وتجاوز الخلافات قبل اعلانها نظرا لما يمكن ان ترتبه من فاتورة سياسية باهظة علي التحالف الحاكم وما ستجره من متاعب اقتصادية و امنية كبيرة علي المواطن والشارع.
الواضح ان موازنة البدوي ( ما عندها صليح) حتي داخل قوى الحرية والتغيير، وان ثورتها المضادة اصبحت الان من داخل المجموعة الحاكمة.

محمد عبدالقادر