الفلفل الحار أو “الشطة” كما يطلق عليها الكثير من الناس، تحتل مكانة خاصة لدى عشاق الأطعمة الحارة، وفي شعوب جنوب إثيوبيا، ينتشر استخدام شطة “داطا”، والتي تتميز بطعمها ونكهتها الخاصة.
ويتم إعداد شطة “داطا” من الفلفل الحار بنوعيه الأخضر والأحمر، ويضاف إليه توابل (بهارات) مختلفة، من حب الهال والثوم والزنجبيل، وسذاب حلبي، والملح وغيرها.
ويستخدم غالبية شعوب جنوب إثيوبيا بمختلف قومياتهم الـ50، شطة الـ”داطا” في وجباتهم الأساسية، خاصة قومية الـ”ولايتا”.
ولا تغيب هذه الشطة عن جميع أصناف الوجبات التقليدية، مثل “قورط”، و”طبس”، و”البطاطس المسلوقة”، و”بولا”، وغيرها من الوجبات التقليدية في جنوب إثيوبيا.
وتختلف شطة “داطا” في طريقة إعدادها من منطقة لأخرى، ومن قومية لأخرى، لكنها تتحد في المذاق.
وتعد شطة “داطا” لقومية “ولايتا” الأكثر شيوعاً، حيث تستخدم كعلاج لنزلات البرد وأمراض المعدة، والبعض يستخدمها في علاج الملاريا وتسكين الآلام، فعادة ما ينتج عن تناولها تصبب العرق.
وقالت أدانش ألمايو، إحدى السيدات اللاتي يعملن في إعداد وتجهيز شطة “داطا” وبيعها بمدينة “أواسا” بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا، إنها تعتز بالعمل في إعداد شطة “داطا” منذ سنوات طويلة.
وأضافت “ألمايو”، لـ”العين الإخبارية”: “أعمل في إعداد وبيع شطة (داطا) منذ 30 سنة، ولدي العديد من الزبائن الذين يأتون من أماكن بعيدة عن مدينة أواسا”.
وتابعت: “أغلب زبائني الآن من أصحاب المطاعم الكبرى بالمدينة، وهناك زبائن من المدن الأخرى بإقليم جنوب إثيوبيا وأديس أبابا، يرسلون طلباتهم لتزويد مطاعمهم بشطة (داطا)”.
ولفتت إلى أن الزبائن يفضلون تناول شطة “داطا” مع اللحم النيئ، والذي يعرف بـ”قرط”، مع منتجات الموز الكاذب “قوش” و”وبولا”، ويخلط بالسمن، وهي وجبات خاصة عند قوميات جنوب إثيوبيا.
وأضافت: “ليس هناك فرق بين شطة (داطا) التي تعد وتجهز للاحتفالات الكبيرة والمناسبات، والتي نعدها للوجبات السريعة وطلبات الأسر”.
وأرجعت ذلك إلى أن الطريقة التي يتم بها إعداد وتجهيز شطة “داطا” تساعد في أن تمكث لفترات طويلة ربما لسنة كاملة، وخاصة الأحمر منها، ودون أن يتم حفظها بالثلاجات، ولكن الأخضر يغير لونه سريعاً لذا يفضل عملها بالفلفل الأحمر.
وأشارت “ألمايو” التي تعيل أسرتها من خلال عملها في إعداد وتجهيز شطة “داطا” وبيعها، إلى أنها تبيع كيلو الـ”داطا” بـ200 بر إثيوبي (1 دولار يعادل 30 بر إثيوبي).
بوابة العين الاخبارية