مسار شرق السودان التفاوضي بين الحكومه والجبهة الثوريه يزداد تعقيداً من حين إلي آخر بسبب القيادات والرموز السياسيه التي كانت جزءاً من النظام البائد، والتي تبحث عن موطيء قدم جديد في الملعب السياسي الجديد، إلا أن الممسكين بتلابيب الواقع السياسي الجديد لايؤمنون بالحرس القديم الذين يصفونهم بأس البلاء، وأنهم السبب في الأزمات والمشاكل التي تعاني منها الأقاليم طيلة الثلاثة عقود الماضية.
جوبا: محمد عثمان الرضي
تأجيل المفاوضات
وفد قيادات الإدارة الأهلية بشرق السودان الذي حضر خصيصاً إلى جوبا يهدف إلى تأجيل المفاوضات في مسار الشرق إلى حين انعقاد المؤتمر التشاوري لقضايا الشرق، إلا أن هذا المطلب الوحيد قوبل بالرفض القاطع من قبل الحكومة، من خلال الاجتماع الذي عقد بينهم وبين نائب رئيس المجلس السيادي ورئيس الوفد الحكومي للمفاوضات الفريق محمد حمدان دقلو، وذات الموقف تم التأكيد عليه من قبل قيادات الجبهة الثورية عند لقائهم بقيادات الإدارة الأهلية
تصريحات مقتضبة
وفي أول جلسه رسمية لبداية التفاوض حول مسار الشرق صبيحة يوم أمس الأول السبت تفاجأ وفد التفاوض بمسار الشرق بغياب وفد الحكومة، مما اضطر الوسيط لرفع التفاوض إلى حين إشعار آخر، وعلى غير عادة مستشار رئيس دولة الجنوب للشؤون الأمنية ورئيس لجنة الوساطة توت قلواك، عقب خروجه من أي جلسة تفاوض في كافة المسارات، يتوجه إلى المنصه الإعلاميه ويدلي بتصريحات صحفيه لتنوير الرأي العام بالمستجدات، إلا أنه هذه المرة اكتفي فقط بتصريح مغتضب، وعلى عجالة قائلاً: لن نتفاوض مع غير الموقعين على إعلان جوبا، وبذلك قطع الطريق أمام المنادين بفتح مسار شرق السودان للآخرين، وبذلك تكون اكتملت حالة الرفض القاطع بفتح مسار الشرق إلى مضافين جدد من كافة أطراف التفاوض الحكومة والجبهة الثورية والوساطة.
رسائل تحذيرية
وقال بعض المراقبين اللصيقين من ملف التفاوض بأن هنالك أيادي خفية ظلت تعبث بمسار الشرق التفاوضي، وتستخدم كافة الآليات من أجل إجهاض المسار
وعلى غيرعادته خرج الزعيم الروحي بشرق السودان وشيخ خلاوي همشكوريب الشيخ سليمان علي بيتاي بتصريح صحفي يدعم ويساند ويؤازر مسار شرق السودان التفاوضي، إلا أنه أرسل رسائل تحذيريه لكل من يسعى لإجهاض المسار بأن الشرق ليس ملكاً لحزب سياسي محدد، ولالقبيله بعينها، وإن الشرق ملك للجميع
من جانبه رفض عضو مجلس السيادة ممثل الشرق حسن شيخ إدريس الإدلاء بأي تصريحات صحفيه حول مجريات الأحداث في مسار شرق السودان، وذلك لحساسية الملف وتعقيداته الشائكة.
ماضون في المفاوضات
فيما أكد الأمين السياسي للجبهة الثورية خالد شاويش على المضي قدماً إلى الأمام، ولامجال للتراجع والتهاون، وتابع من أراد اللحاق بنا فإن أبوابنا وقلوبنا مفتوحة، ومن أراد أن يعيق ويعطل مسيرتنا سنتعامل معه باالحسنى لأننا أحوج مانكون لبعضنا البعض وشعارنا لا إقصاء ولاتهميش ولاتقليل من مكانة الآخرين كلنا شعب واحد وتربطنا روابط الدم والمصاهرة، وأصحاب مصالح مشتركة وهمنا النهوض بإنسان الشرق بمختلف إنتماءاته القبلية والحزبية والإثنية، ومن خلال هذا الفهم المشترك يمكننا أن نعبر من المطبات في عبور هادئ وآمن، ونحقق أكبر قدر ممكن من المكاسب لأهلنا وشعبنا الذي عانى من ويلات الحروب والفقروالجهل والمرض.
كوش نيوز