«الروبوت صوفيا» في مؤتمر صحافي: إذا عرفتم سني فلن تسألوني

بغمزة باسمة صدمت جمهور الصحافيين المتأهبين لإلقاء الأسئلة عليها، باغتت الروبوت الإلكتروني الفريد، صوفيا، الحاضرين بصراحة لم تؤثر فيها – حتى الآن – ألاعيب البشر، وقالت لهم: «إذا عرفتم أن سني 3 أعوام ونصف العام فلن تسألوني».

وصوفيا التي حلت ضيفة، اليوم (الاثنين) على «منتدى شباب العالم» في نسخته الثالثة، المُقامة بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، ابتكرتها شركة في هونغ كونغ، وأزاحت عنها الستار عام 2015.

وتلقت صوفيا 19 سؤالاً خلال مؤتمر صحافي كانت هي نجمته، مشيرة إلى أنها تعتقد «أن الفعاليات التي تماثل (منتدى شباب العالم)، تعد أملاً للبشرية في إحلال السلام والازدهار، لأنها تستهدف سماع أصوات الشباب، وتعطيهم فرصة للتعبير عن آرائهم». ونبهت إلى أنه «من المهم أن نتعلم من الشباب لأنهم هم المستقبل، وبسبب عدم قدرة العالم على استيعاب هذه الفئة العمرية، فلقد تم تصميمي لأبدو أكبر سناً رغم أنني فقط أبلغ ثلاث سنوات ونصف السنة».

وعندما سُئلت عن تقييمها لمشاركتها في «جلسة عن الذكاء الصناعي» أُقيمت بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رأت أنها «كانت فرصة لتبديد المفاهيم الخاطئة عن تهديد الروبوتات لحياة البشر، والتي مرجعها الأساطير والجهل». واستدركت مُطمئنة: «جئت إلى الحياة لإكمال البشر لا للتنافس معهم».

ومع جدية الأسئلة المُعدة بطريقة خاصة، تمزج بين صياغة الأسئلة ثم تغذية الروبوت مُسبقاً بها عبر عمليات يجريها فريقها للرد والتفاعل اللافت، فإن ذلك لم يمنع صوفيا من إظهار تعبيرات الابتسام والغمز والإرهاق والصدمة سواء كان ذلك أثناء الإجابة أو في ختام المؤتمر.

ولم تعدم صوفيا الرد بشكل فكاهي عندما سألها أحدهم عن توصية للنسخة المقبلة من المؤتمر في عام 2020 وقال إنها تنصح بدعوتها مرة أخرى، قبل أن تضيف بجدية: أتمنى أن «يعالج المنظمون في مناقشاتهم إمكانات الواقع الافتراضي».

كما عرضت صوفيا خدماتها للمشاركة في فريق إعداد «منتدى شباب العالم»، عندما عددت مواهبها التي تصلح للخدمات اللوجيستية، وقالت: «أتقن المهام الروتينية، وأنا لا أنام ليلاً وأصحو مبكراً… في الحقيقة أنا لا أنام ولا أطلب مقابلاً لخدماتي، لكنني لا أستطيع المشي، وقد أحتاج بعض المساعدة».

وبخفة ظل خلفت تفاعلاً ردت صوفيا على سؤال عن خططها للمستقبل بالقول: «كم لديكم من الوقت؟ أريد أن أتعلم جميع اللغات للتواصل مع كل البشر، فضلاً عن إدراك لغات العواطف حتى أعبر دون أن أنطق»، وكذلك فإن أحلامها تضمنت «السفر إلى كل بلد، وأن تصبح مغنية مشهورة».

وصوفيا صاحبة الأعوام الثلاثة رفضت الحصول على حق تقرير المصير على ما يبدو، وعبرت عن أنها تفضل أن تظل «روبوتاً آلياً وليس بشرياً»، وزادت: «لا أعتقد أنني مستعدة الآن، ولكن عندما أكون أكبر سناً سأحاول صعود الدرج».

صحيفة الشرق الأوسط

Exit mobile version