الهندي عز الدين: رفيع يا “دقير” .. !

أطربني المهندس “عمر الدقير” أمس وأنا أستمع إلى مقطع من حديثه في ندوة لحزبه (المؤتمر السوداني) في محلية كرري ، يدافع فيه عن حرية الصحافة والإعلام بعد أن تعرضت لهجمة شرسة خلال الأيام الفائتة من وزارة الإعلام التي – وللغرابة – لا علاقة لها بموجب القانون بالمؤسسات الصحفية المستقلة في السودان !

عندما كانت قوى الحرية والتغيير تنشط في ترشيح أسماء لرئاسة الوزراء ، كان رأيي – وإن لم يكن مقبولاً لديهم- أن اختيار سياسي ذي قدرات إدارية ، وعقلية تصالحية مثل “عمر الدقير” أفضل للبلد من اختيار تكنوقراط غير مُسيّس تتجاذبه القوى السياسية يساراً ويساراً .

قال رئيس حزب المؤتمر السوداني “عمر الدقير” في الندوة : (حرية الصحافة خط أحمر ولا يمكن تقييدها بأي إجراءات والكلام عن تقييد حريتها لا يليق بسودان ما بعد الثورة). وأضاف :(نحن ضد الحديث الذي صدر عن مسؤول رفيع بوزارة الإعلام الأسبوع الماضي عن إمكانية استخدام إجراءات أمنية ضد الصحف ، حرية الصحافة خط أحمر حتى ولو كانت ضدنا ، تُحاسب بالقانون وليس بأي إجراء آخر) .

يا لعظمة السياسي عندما يكون متسقاً مع نفسه ومبادئه وشعاراته ! فقد استخدم الكثير من قادة (قحت) شعار (حرية .. سلام وعدالة) لركوب ظهر ثورة الشعب الذي خرج على النظام السابق بعد أن ضاقت به سُبل العيش ، وخنقته أزمات الخبز والوقود والسيولة ، لكنهم تنكروا لهذه الشعارات البرّاقة سريعاً بعد سقوط النظام ، وتحولوا لـ(شموليين جدد) ، يهددون الصحفيين ويتوعدون إدارات الصحف بإجراءات إدارية وأمنية ، بدعوى أنها (ثورة مضادة) !!

“الدقير” المحترم يقول لحلفائه المنقلبين على الحريات في (قحت) 🙁 حرية الرأي خط أحمر ، حتى لو كانت الصحافة ضدنا) .

ليتهم يسمعونك .. ليتهم يتعلمون منك أدب الاتساق مع المبادئ .
ما يزال حزب المؤتمر السوداني متقدماً في اختبارات الديمقراطية والمصداقية على ما عداه مٍن قوى الحرية والتغيير.

الهندي عز الدين

المجهر السياسي
الأحد 14 ديسمبر 2019

Exit mobile version