طي الأحلام.. صورة تذكارية للمصور أحمد بيضة

[JUSTIFY]
طي الأحلام.. صورة تذكارية للمصور أحمد بيضة

يحكى أن مصور مدينة نيالا وولايات دارفور الشهير أحمد بيضة، أجاب في حوار أجري معه قبل سنوات ليست بالقصيرة، بأن أمنيته أن يمتلك استديو ومعملا ملونا بأحدث التقنيات في نيالا البحير. وأحمد بيضة رجل ارتبط بالتصوير للدرجة التي يستحيل أن تتصوره من دون آلة كاميرا بين يديه. له صور نادرة وبديعة لأحياء نيالا ومعالمها السياحية، كما له حضوره وبصمته المميزة في كل المناسبات الرسمية والشعبية التي شهدتها المدينة؛ متحركا في نشاط على ظهر (موتره)، مستعدا في كل لحظة لالتقاط الصورة (المناسبة) باحترافية ومهنية عالية.. رجل ارتبط بالكاميرا والصورة والأستديو، للدرجة التي كان البعض يظن أن التصوير مهنة حصرية فقط على الفنان أحمد بيضة.
قال الراوي: حلم المصور بيضة انحصر تلك الفترة في أن يمتلك معملا ملونا لتحميض الصور، وهي عملية تحميض الصور- تبدو للآخر الذي التقطت له الصورة، أو الذي يراقب بإعجاب من بعيد؛ تبدو له معقدة وفيها شيء من السحر و(العفريتة) وحبل (النجاتيف)، ثم بعد ذلك طفرة التلوين بتداخلاته القزحية وأبعاده الجديدة التي يضيفها لابتسامات (المصورِّين) وهم يحاولون التشبث بالزمن الزائل.. ذاك زمان خالص، وتلاه زمان حلم الفنان بيضة بامتلاك (المعمل الملون)!
قال الراوي: ربما لم يخطر ببال المصور المحترف أحمد بيضة، ولا جال في خاطر زبائنه ومعجبيه ومجايله ومن سبقهم ومن جاء بعدهم، أن هذا الحلم (تلوين الصور) سيدخل خلال زمن وجيز في مدارات غير المتخيل لدى الكثير جدا من (البني آدمين) في العالم بأجمعه وليس في نيالا فقط، وأن المعمل الحلم سيختزل لدى طفل لم يتجاوز الثامنة إلى مجرد لمسة شاشة على أجهزة الجوال الذكية، وأن الصورة ستسطع قزحية الألوان متنقلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، توثق لكل خطوة يومية عادية يمارسها الإنسان؛ بدءا من ارتشاف الشاي إلى ساعات النوم العميق، كما ستنقل وفي بشاعة صور الموت والدمار الحادثة في كل يوم في أركان الكرة الأرضية الأربعة.. صور ملونة، أبيض وأسود، فيديو، معدلة، فوتشوب، مزيفة، كل شيء إلى صور وزمن سائل أو مجمد!
ختم الراوي؛ قال: هل طوت التقنية الزمان والأحلام وحتى المكان إلى الحد الذي صار فيه لا يوجد حتى مجال لإبداء الدهشة.
استدرك الراوي؛ قال: هذه دعوة أيضا لالتقاط صورة تذكارية للعم أحمد بيضة وتكريم مسيرة حياته الحافلة بالألوان.

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version