ليس من المنطق اعادة عقارب الساعة الي الوراء ، انتهي حكم الاسلاميين بخيره وشره ؛ ثلاثون عاما انطوت واصبحت في ذمة التاريخ، الاوفق للذين كانوا حداتها ورماتها ودعاتها والقائمون علي امرها تدبر التجربة والانكفاء علي تقييمها لتصحيح مسارهم في المستقبل واظنهم سيفعلون بدلا من التفكير في العودة . هذه المقدمة مناسبة للحديث عن (مسيرة الزحف الاخضر) المعلنة الاثنين المقبل لتصحيح مسار الثورة او معارضة حكومة حمدوك لافرق المهم ان هنالك حالة امتعاض تعتري الشارع وسيعبر عنها في اي وقت اخر ان لم يكن الاثنين المقبل . اية محاولات للالتفاف علي الثورة السودانية واعادة الذين غادروا سدة الحكم عبر الشباك لن تكون مقبولة لدي الشارع السوداني هذه حقيقة ، ولكن هل تكفي للطعن في دوافع الذين يفكرون في الخروج اسلاميين غاضبين كانوا او مواطنين غير منتمين او مؤدلجين. اكبر اخطاء الانقاذ باجهزتها وقياداتها انها كانت وحتي قبيل التغيير بايام تقلل من دوافع المواطنين للخروج والتظاهر ، بعد هذه المرحلة اخذت الحكومة علي لسان البشير وقيادات اجهزته تشكك في اعداد الذين خرجوا غاضبين وتتحدث عن العشرات قبل ان يمتلئ الشارع بالحراك والهتاف، في المرحلة الثالثة من الانكار بدا وصف الذين خرجوا بانهم شذاذ افاق ينتمون الي جماعة عبدالواحد والحركات المسلحة ويقودون التظاهرات انابة عن اسرائيل في الخرطوم وولايات اخري.في كل هذه المراحل كنا نطالب الحكومة السابقة بعدم التقليل من مطالب الشارع ، والابتعاد عن التشكيك واثارة الناس عبر التصريحات المستفزة، طلبنا منها عدم التعويل علي الحلول الامنية والاعتراف بالازمات الحقيقية والمشكلات الخدمية التي كان يواجهها المواطن في القوت والوقود والسيولة والدواء مع تردي الخدمات في المجالات كافة.بعيدا عن هوية واهداف محركي مسيرة الزحف الاخضر والغرض منها لابد من دعوة الحكومة لمخاطبة اسباب الخروج الي الشارع بدلا عن التشكيك في دوافعها والتوعد بحسمها والتشكيك في هوية منظميها .قرات تصريحا لمحمد ناجي الاصم القيادي بتجمع المهنيين يقلل من امكانية استجابة المواطنين لمظاهرة الزحف الاخضر، التصريح يحمل ذات الخطأ الذي وقعت فيه الانقاذ عندما هونت من امر التظاهرات التي اطاحت بها في الحادي عشر من ابريل المنصرم.علي قوي الحرية والتغيير وحكومة حمدوك مكافحة اسباب خروج المواطنين ومخاطبة المشكلات والازمات بدلا عن مواجهة التظاهرات في الشوارع ..دوافع الخروج الان كثيرة ومنها علي سبيل المثال لا الحصر الظروف المعيشية الضاغطة وانفلات الاسعار وصفوف الخبز والوقود وموجة الاستفزاز للموروث الديني والعقدي للمواطنين وضعف مردود الحكومة التي تواجه ثغرات بائنة في ملفات عديدة.ستجد قوي الحرية والتغيير نفسها في ارشيف التاريخ ان تمادت في التقليل من دوافع المواطنين للتظاهر ، عليها مكافحة اسباب التظاهرات بدلا من مواجهتها بالحديد والنار في الشوارع.
محمد عبدالقادر
صحيفة اليوم التالي