ونعني جارنا البعيد..
القريب جغرافياً – على بسيطة الجريدة – والبعيد فكرياً..
ولا نريد أن نقول البعيد دينياً كذلك، فلعل في عمره (فسحة) تسمح بالمراجعة..
وكلامنا هذا من منطلق الدين… لا العلمانية..
اللهم إلا أن أنكر صديقنا (اللدود) هذا قول الدين فيما يلي قتل النفس بلا ذنب..
أي الذنب الذي يندرج في قائمة حدود الله..
ومن قول الدين هذا : ما يزال المؤمن في (فسحة) من دينه ما لم سيفك دماً حراماً..
ومن هذا الدم الحرام – يا إسحاق – القتل في مال (خاص)..
يعني مثل الذي وُجد بحوزة البشير عقب سقوطه، مع الفارق المهول في الكم.. ثم في الكيف أيضاً، فهو ليس من (حر) ماله..
بينما مال مجدي محجوب – مثلاً – كان موروثاً من أبيه… وفي انتظار التقسيم..
ثم قتل المعارضين… والمتظاهرين… والمواطنين..
ومن يسكت عن سفك الدماء – بل ويظاهر القاتل – فعليه مراجعة دينه… و ضميره..
إلا أن كان لإسحاق تخريج فقهي يشابه تحليل (الكذب)..
أو يشابه فقه التحلل… وجواز الربا … وتقنين التجسس على الناس حتى في بيوتهم..
المهم إن جارنا هذا (تشطَّر) جداً أمس في كلمته..
ثم زاد عليه سخرية لاذعة – من الأغبياء – في سياق نفيه وجود أسلحة محرمة..
وتحداهم أن يثبتوها إن كانوا صادقين..
وتسليمها – من ثم – للجهات الأممية المعنية ليُسقط في يد أمريكا… وتسقط دعاويها..
ونحن نتحداه – بدورنا – أن يدحض كلام الترابي..
سيما وأن الترابي لم يعترف يوماً – كما فعل هو – بانتهاج (الكذب) وسيلةً لغاية..
بل اعترف – عوضاً عن ذلك – بوجود مثل هذه الأسلحة..
وذلك رداً على سؤال من تلقاء كاتب هذه السطور عن قطارات منتصف الليل..
أو ما بعد المنتصف بقليل… حرصاً على السرية..
قال إنها كانت تحمل أسلحة (غير تقليدية) من دولة صديقة أمسك عن ذكر اسمها.. كما أحجم عن ذكر الدولة الأخرى (المستقبلة)..
بمعنى أن السودان كان مجرد دولة (ممر) لتلكم الأسلحة… (تمريراً) لهدف مشترك..
مع (مرور) بعض موادها لجهة داخلية..
والعبارة الأخيرة هذه من عندنا وفقاً لما ذكره لنا مهندس كيميائي في هذه الجهة..
ونمسك أيضاً عن ذكر اسمه بعد انتزاعه قسماً منا بذلك..
ولكن هذا النذر اليسير من المواد (الخطرة) تبخر في الهواء مع تبخر الجهة ذاتها..
ما يعني أن بلادنا خالية الآن من أية مواد كيماوية..
وهذا الذي قاله الترابي (موثق) في حوار لصالح جريدة (السوداني) وقتذاك..
وقد (تشطر) زميلنا محمد لطيف تشطراً أغضب الترابي..
فهو جعل من كلامه في هذه الجزئية عنواناً عريضاً مع شيء من التصرف الجاذب..
فبدلاً من (غير تقليدية) وضع كلمة (ذرية)..
وصبيحة اليوم التالي هاتفني الترابي محتجاً على هذا التحريف (المضحك) لأقواله.. فبينت له ما حدث من لبس… وتم التصويب..
فهل بعد هذا هنالك مجال لأن يمارس علينا إسحاق (تشطراً) مع السخرية؟..
لا يا شاطر، أو يمكن أن نصيغها على نحو آخر..
لا ، شاطر !!.
صلاح الدين عووضة
صحيفة الإنتباهة