يصوّر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نفسه بمثابة “رجل الصفقات” الذي يستطيع أن ينتزع تنازلات كثيرة من الشركاء أو الخصوم، لكن الأعوام التي قضاها في البيت الأبيض، لم تؤد إلى إبرام اتفاقات كبرى في صالح واشنطن، بحسب ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
وأشارت الصحيفة الأميركية في تقرير إلى أن ترامب لم يكن “صانع الصفقات”، خلال سنوات توليه مسؤولية رئاسة الولايات المتحدة، بل على العكس حيث قام بنسفها وتبديد الجهد الدبلوماسي الذي بذله رؤساء أميركيون سابقون، مثل التراجع عن اتفاق باريس للمناخ، أو إرباك مؤسسات وتحالفات متينة للولايات المتحدة.
وبما أن ترامب يدخل عامه الأخير في البيت الأبيض، على اعتبار أن انتخابات الرئاسة ستقام في نوفمبر 2020، يتساءل المتابعون حول ما إذا كان قطب العقارات الثري قد أحدث “المنعطف الكبير” الذي وعد به، بعدما تبنت حملته الانتخابية خطابا ينتقص من الإدارات السابقة، ويصف أداءها بالكارثي.
جمود الملفات
ويرى الكاتب إيشان تارور، أن الملف الكوري الشمالي من الملفات التي لم يستطع ترامب أن يحقق فيها تقدما ملموسا، رغم عقد قمتين اثنتين، أولاهما بسنغافورة في يونيو 2018، والثانية بالعاصمة الفيتنامية هانوي في فبراير 2019، وفي مرة ثالثة، التقى ترامب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، على نحو عابر، في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.
وراهن ترامب على قممه مع كيم، حتى يدفع كوريا الشمالية إلى التخلي عن برنامجها النووي والصاروخي، وأصدر الزعيمان بيانا يتعهد بنزع هذا السلاح من شبه الجزيرة الكورية، لكن واشنطن وبيونغ يانغ اختلفتا حول مسألة التوقيت، فالولايات المتحدة أصرت على أن تنفذ كوريا الشمالية كافة التعهدات قبل أن تستفيد من تخفيف العقوبات الاقتصادية الخانقة المفروضة عليها، لكن كيم أصر على رفع العقوبات قبل أن يمضي قدما في التخلص من ترسانته.
ويعتبر ترامب وقف كوريا الشمالية لتجاربها الصاروخية بمثابة إنجاز، ويقول إن المنطقة صارت أكثر أمنا، لكن بيونغ يانغ أعلنت، يوم الأحد الماضي، تجربة وصفتها بالاختبار المهم جدا في موقع صاروخي، ومن المرجح أن تكون هذه الخطوة استعدادا لإطلاق صاروخ باليستي آخر قبل نهاية العام.
وحذرت كوريا الشمالية، واشنطن من هدية غير مرغوب فيها، خلال أعياد الميلاد، فيما أكد ترامب أن بيونغ يانغ ستخسر الشيء الكثير إذا فعلت ذلك، وهو ما يعني عودة لهجة التوتر بين البلدين رغم كل محطات التقارب السابقة.
وعود معلّقة
ولا يقتصر إخفاق ترامب في إبرام الصفقات على الملف الكوري الشمالي، الذي ظل ملفا ساخنا في واشنطن منذ عقود، بل امتد إلى جوانب أخرى كان ترامب قد تعهد بأن يجد لها حلولا جذرية.
فعلى صعيد الحرب التجارية مع الصين، لم يستطع ترامب أن يكسب سوى تنازلات محدودة من بكين، ولم يجبر البيت الأبيض بكين على توقيع اتفاق يقلل العجز التجاري بين البلدين.
وما زالت الإدارة الأميركية تلوّح بفرض رسوم إضافية قدرها 160 مليار دولار على بضائع صينية، خلال الأسبوع المقبل، لكن مساعدي ترامب يتحدثون عن تقدم بارز في المحادثات، ويقولون إن الاتفاق بات وشيكا، فيما أضرت الحرب في الواقع بأكبر اقتصادين في العالم.
واختتمت الواشنطن بوست تقريرها بالقول، إن إدارة ترامب لم تستطع أن تدفع قدما بجهود السلام في الشرق الأوسط من خلال ما عُرف بـ”صفقة القرن” بين إسرائيل والفلسطينيين، في إطار الجهود التي قام بها مستشار الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، حيث قامت بالوقوف بشكل فاضح بجانب إسرائيل على حساب الفلسطينيين.
سكاي نيوز