الدعاء المستجاب لرفع عقوبة الارهاب

كان الشريف يوسف الهندي بجانب ثِّقله الصوفي وعلمه الوافر خطيباً مؤثراً و شاعراً مجيداً ومادحاً شجي الصوت رفيع الأداء. وكان له حلقة في يوم مشهود يستمع فيها للشعراء والمداح الجدد، وكان هنالك مادح شاب نَفَر منه الشريف لأنفة فيه (والقوم) كما هو معلوم يحبون الانكسار وإن كان ذلك لم يمنعه من أن يؤدي أمام الرجل المرجع بلا اقصاء أو أبعاد.
لحظ الفتى المادح بأن الشريف كان يدير عنه وجهه ولا يعيره انتباهاً، فلما أكمل وصلته دنا من الشريف وقال بصوت خفيض: يا مولانا انشدنا لك لإبن الفارض فلم تنتبه لنا وانشدنا لأبو شريعة فلم تثن علينا وانشدنا لحياتي فلم تهتز لمديحنا، بل أن الأخيرة كانت احدى مدائحك الشهيرة وأيضا لم تعرنا انتباهاً فقال الشريف ساخراً وهل صحيح ان الاخيرة كانت قصيدتي؟ قال المنشد الفتى: نعم فهتف الشريف حتى سمعه الملأ (كان بقت قصيدتي من الليلة هدا طرفي منها) ونفض ثوبه حتى غطى وجه الشاب.
إني لأخشى ان تكون صلتنا بالولايات المتحدة الأمريكية مثل صلة الشريف بالمادح الفتى، رأت فينا كبرياءً وأنفة، وهي كالقوم تحب الانكسار فادارت عنا وجهها ولم تصالحنا ولن تصالحنا حتى ولو انشدنا لها النشيد الوطني الامريكي بالطارات والدفوف! الحل الوحيد المتاح للسابقين واللاحقين والقادمين ان نسير على درب الأنفة والكبرياء الوطني ونعتمد على الداخل بشبابنا وارضنا ونيلنا وعزتنا عبر تيار وطني جامع لا يستثني احدا يوحد الفكرة والبرنامج ونعلن بعده الولايات المتحدة السودانية وان نجعل شعاره (قل هذه سبيلي) ..
هذه وحدها معالم الطريق ليخطو عليها الرئيس الامريكي زائراً لا ان نتمسح على اعتابه خاضعين والى ان يحدث ذلك فاننا لا نملك غير الالحاح بالدعاء.
اللهم قد جاءك عبدك حمدوك غياث المدروك وحلال المشبوك الصائم القائم اللهم إنه قد جاء من بلاد الحيارى الى بلاد النصارى متلفحا بالمواثيق والعقود طامعا في لوبيهات اليهود، اللهم ان حمدوك قد جاءك من شعب مظلوم وضمير مكلوم الى بلاط كبير الروم اللهم اقِل عثرته وأجب دعوته وسدد رميته اللهم الزمه الجواب ونصاعة الخطاب وارفع عنه عقوبة الارهاب. وإنني في دعائي صادق في ليل حالك ورجاء متمالك على الهدى وسبيل السالك (وإن كان القحطاب لا يظنون ذلك!)

بقلم: حسين خوجلي

Exit mobile version