تنتظر الفنانة لوسى عرض فيلمها الجديد «ورقة جمعية» جماهيريًا خلال الفترة المقبلة، وتستعد للدخول إلى البلاتوهات لتصوير الجزء الثالث من مسلسلها «البيت الكبير»، وفى حوارها لـ«المصرى اليوم» كشفت لوسى كواليس تصوير فيلم «ورقة جمعية» الذي تتعاون فيه مع مجموعة من الشباب الجدد على مستوى التأليف والإخراج والتصوير والإنتاج.. وإلى نص الحوار:
■ ألا تعتبرين فيلم «ورقة جمعية» مغامرة، خاصة أنك تتعاونين فيه مع شباب جدد في كتابة السيناريو والتصوير والإنتاج والإخراج؟
– بطبعى لا أقبل بأى عمل أو سيناريو ما دمت لم أشعر بالشخصية التي سأقوم بدورها، لأنه بالتالى سينعكس على المشاهد، والذى بدوره لن يؤثر ويتفاعل مع الشخصية، حتى وإن كان السيناريو رائعًا وقدمه لى الكاتب صلاح أبوسيف- رحمة الله عليه- أو حسن الإمام أو غيرهما من المخرجين العمالقة، وإذا ما قمت برفض الفيلم وغيرى قام بذلك فلن يظهر جيل جديد في عالم السينما والإنتاج والديكور والمونتاج وغيرها من المجالات.
أما بالنسبة لفيلم «ورق جمعية» فقد عُرض علىّ أثناء تصويرى الجزء الثانى من «البيت الكبير» وعادة لا أطّلع على سيناريوهات أخرى أثناء تصويرى عملًا ما والذى يأخذ حيزًا من تفكيرى ويجعلنى في حالة نفسية سيئة، ففوجئت برسالة من أحد المخرجين على «الواتساب» يدعى «أحمد البابلى» يقوم بإخراج فيلم جديد بعنوان «ورق جمعية» وكانت الرسالة مدتها 12 دقيقة، وعلى الفور اتصلت به وطلبت منه السيناريو ونال إعجابى جداً وتحدثت معه، وقال لى: إننا نفتقد تجسيد الحالة المصرية البسيطة والتكاتف الأسرى الذي كان يسود المجتمع ليس فقط في البيئات والطبقات الشعبية بل بين الطبقة الأرستقراطية أيضًا، وأبلغته بموافقتى على المشاركة في الفيلم، إلا أن مدير الإنتاج تحدث بطريقة غير لائقة عن الأمور المادية والميزانية الخاصة بالفيلم ولم أكن أنوى التحدث فيها لأننى كنت أرغب في خروج هذا المشروع إلى النور حتى وإن لم أتقاض أجرى المتعارف عليه؛ لذلك رفضت العمل في البداية.
وبعد جلسة عقدتها مع المخرج أحمد البابلى وافقت على العمل وتوسمت فيه الخير وشعرت بحاجة الجمهور إلى مثل هذا العمل القيم، وبالفعل تم إبرام العقود الخاصة بالفيلم، وطلب منى المشاركة في اختيار باقى فريق العمل إلا أننى لم أستطع فعل ذلك فلا يمكن إرغام المخرج على ممثل أو ممثلة بعينها، وأنا بطبعى أستطيع العمل مع أي شخص أيًّا كان ولكنى أرفض المشاركة في عمل مع ممثل ينتمى للجنسية الإسرائيلية، وسبق أن عُرض علىَّ تدريب بعض البنات الإسرائيليات على الرقص ورفضت وقام السفير الإسرائيلى وقتها بترك رسالة نصية شديدة اللهجة لى إلا أنى تمسكت بموقفى.
■ وكيف اقتنعت بالفيلم؟
– قام المخرج بعرض فريق العمل والممثل الذي سيقوم بدور ابنى عبدالله في الفيلم وكذلك ابنتى والتى لم أر فيهما القدرة على تأدية الدور بالشكل المناسب وخاصة الممثل الشاب الذي توحى ملامحه بكبره على الدور وعدم قدرته على أدائه بالرغم من اقتناعى التام بأن السن لا يتم احتسابها بالأرقام إنما بالقدرة على العطاء، ورشح البابلى، أحمد عادل ميدو، وشعرت بقدرته على أداء الدور بنجاح نظراً لبراعته في التمثيل ولون بشرته المناسبة للشخصية وملامحه وشعره، بجانب سهر الصايغ وهى برأيى ممثلة موهوبة ويمكن أن تؤدى الدور بشكل رائع.
وبعد اكتمال فريق العمل بدأنا البروفات الخاصة بالفيلم، وفوجئت بأن دورى يتراوح ما بين الـ17 والـ30 مشهداً فقط على الرغم من أنى شعرت أن أم عبدالله والتى أقوم بدورها في الفيلم هي الشخصية الثابتة والتى يبدأ بها الفيلم وينتهى بها أيضًا، ولكننى قررت الاستمرار خاصة بعدما علمت أن اسم الشخصية خيرية والتى توحى بالخير وقررت مساعدة هؤلاء الشباب لخروج هذا العمل إلى النور على الرغم من أن المنتج غير محترف والميزانية ليست كبيرة إلا أننى شعرت بضرورة نقل مثل تلك الأحاسيس والمشاعر إلى الجمهور، وفى بداية التصوير شعرت بخجل البابلى على اعتبار فرق الخبرة والتجربة بينه وبينى إلا أننى طلبت منه أن يوجهنى ويرشدنى بالشكل المطلوب لأنه هو العمود الفقرى للعمل ويحسب له ظهور العمل بالشكل اللائق، وبالفعل في مشهد الأغنية والذى كان بمثابة «فلاش باك» طلب منى إعادة تصوير المشهد ووافقت لرغبتى أيضًا في تبديل ملابسى في المشهد بملابس أخرى تناسبه أكثر، وتم الانتهاء من تصوير هذا المشهد الساعة الخامسة والنصف صباحًا.
■ كيف كان إحساسك بالفيلم مقارنة بمشاعرك الأولى في بداية العمل حتى تم الانتهاء من تصويره؟
– أشاهد أي عمل خاص بى لأول مرة كحال أي مشاهد عادى، وفى المرة الثانية أقوم بمشاهدة العمل لتقييم أدائى ومعرفة أخطائى وتصحيحها فيما بعد، وبعد عرض الفيلم في مهرجان الإسكندرية السينمائى بكيت بشدة فقد عشت مع الشخصية وتأثرت بها، وحضرت شهادة ميلاد مخرج لأول مرة ومدير تصوير لأول مرة، واللذين قد يحكم عليهما البعض بأنهما متمرسان في المهنة ولهما الكثير من الأعمال؛ فقد كان إيقاع الفيلم رائعًا للغاية.
■ هل مساحة الدور تدفعك إلى القيام به أم قبلت العمل بالفيلم كنوع من الدعم لصناعه الشباب؟
– لن أستطيع دعمك ما دمت لا تمتلك الدعامة، والدعامة في السينما هي السيناريو الخاص بالعمل، فأنا من مدرسة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة والمخرج الكبير الراحل هنرى بركات والذى حظيت بأول دور بطولة معه في السينما، ودائمًا أرى أن الورق هو البطل، فعلى سبيل المثال شخصيات حارة «الكيت كات» دائمًا ما نتفاعل معها إلى الآن، وفى إحدى المرات تحدث معى المنتج محمود بركة وعرض علىَّ مشهدا في فيلم «الوعد» بطولة آسر ياسين والفنانة روبى التي دائمًا ما كنت أدافع عنها، وكان المشهد عبارة عن 7 صفحات، وتحدثت مع الكاتب الكبير وحيد حامد لاختزال المشهد وإيصال المعنى المراد به إلى الجمهور، وبالفعل تم ذلك وأصبحت الجملة الشهيرة بالفعل «ده انا شوفت وشوفت وشوفت» وهى الجملة التي علقت بأذهان الجمهور بعد مشاهدة الفيلم وهذا دائمًا ما أطمح إليه، وهو ترك البصمة حتى وإن كان في مشهد واحد.
■ ما معاييرك لاختيار أدوارك؟
– أشعر بالتعب والحزن الشديد نتيجة عدم عرض أعمال وسيناريوهات جيدة لسنة أو أكثر، وأشعر أن الفن بطبعه غدار إلا أننى أتراجع عن تلك الفكرة وعندما يأتينى سيناريو رائع أشعر بسعادة عارمة تجتاحنى وكأنى طير يحلق في السماء، ومؤخرا عرض علىّ أحد المنتجين، دورا لراقصة معتزلة سيئة السمعة تنشر الفسق، ورفضته لرغبتى في التخلص من الإشارة إلى أن الراقصة تقوم بأفعال خارجة عن الآداب العامة وتصاحب تجار المخدرات وغيرها من السلوكيات، فقد كان من الأفضل لدىّ أن يكون الدور راقصة معتزلة تقوم بتدريب الفتيات الشابات على الرقص وتوزيعهن على الحفلات بدلاً من استغلالهن، فقد قمت بدور علياء والدة سمارة وكانت تكبرها بـ14 عامًا فقط، وأستطيع أن أقوم بتمثيل شخصية يتعدى عمرها الـ60 عامًا وكذلك أستطيع عمل دور طفلة صغيرة، كما ظهرت في فوازير دهب وفيروز.
المصري اليوم