قالوا عن فرعون موسى أنّه وقبل أن يُصبح ربهم الأعلى (كما زعم) كان لا يمتلك أي قُدرات تجعل منه رئيساً عليهم ولكن من كانوا حوله تلاعبوا به وصيّروه إلهاً وبعد ظهور الحق مع سيدنا موسى أوهموه بأنّه ربهم الأعلى إذ لا يليق به أن يتساوى مع إله موسى وهارون ، وهكذا الإنسان يُمكن أن يتطوّر للأسوأ أو للأفضل إن كان من حوله يُريدون الخير له و (للناس) جميعاً وإن كان لديه من المقدرات ما يُمكن أن يُعينهم بها على الإصلاح.
أسوأ ما فعلته الإنقاذ أنها جاءت بالنكرات ممّن يُنفّذون لها سياساتها دون مُعارضة بعد أن أذاقتهم طعم السُلطة وحلو مباهجها فلن يستطيعوا بالطبع مُفارقة هذا النعيم الذي ظُنوا أنه مُقيما ، صدّق هؤلاء أنّهم عباقرة لا يشبهون عامة الناس في شئ وتطوّر بهم الأمر أنهم ظنّوا ظناً لا تُدانيه الشكوك ولليقين أقرب بأنّ هذا البلد لا مكان فيه لأحد غيرهم وما منّا من أحدٍ يستطيع أن يجلس مكانهم ، صدّقوا في غفلةٍ من الزمان أنهم أفضل أبناء حواء السودانية بل وخيرة الساسة الذين تعاقبوا على حُكم السودان منذ استقلاله إلى أن يتنازلوا منها بنهاية الدُنيا ويُسلمونها لعيسى عليه السلام كما قالوا .
دكتور الجميعابي الرجُل المُثير للجدل ورغماً عن أنّه لم يتبوأ منصباً أكبر من مُعتمد في محلية لم يكُ التنافس (الشريف) شرطاً من شروط الدخول إليها إنّما كانت تُوهب حتى لمن لا مؤهلات لهم وقد نالها الكثير من الناس بفضل الإنتماء للحزب الحاكم أو دخلوها من بوابات المحاصصات لمن شارك المؤتمر الوطني من الكيانات والأحزاب الأخرى ، وهُناك من جاءت به الصدفة المحضة ، منهم من دخل وخرج منها بلا ضجة ومنهم من أقام الدُنيا ولم يُقعدها كما فعل المدعو الجميعابي.
لم يسلم المؤتمر الوطني من سهامه وسئمت المنصات والمنابر من تواجده الكثيف فيها رُبما ينظُر إليه من كانوا بمطبخ الإنقاذ بنظرة رضا تُعيده إلى منصبٍ آخر ولم يفعلوا ، عجباً وقد عاد مُجدداً بعد أن أقفلت الثورة أبواب المؤتمر الوطني بالضبة والمُفتاح يتحدى من يُريدون أن يوصدوا أبواب ما تبقى له من إرث ، مُنظمة (أنا السودان) المعنية بالأطفال مجهولي الهوية والتي يُصنّف دكتور الجميعابي من يقترِب منها في خانة العدو اللدود ، وكيف للحكومة الوليدة أن تتجرأ وتُجففها مثلها وبقية المُنظمات (العادية) ويتم حظرها وتجميد أرصدتها .
ثارت ثائرة الرجُل في ظل غياب من كانوا يدعمونه وزادات حالة الهياج عنده وشنّ في مؤتمره الصحفي هجوماً عنيفاً على حكومة حمدوك وتساءل بسخرية من يُفكِر لها ووصف أهلها بأنهم أناس غير صالحين لإدارة السودان.
نقول للجميعابي أصحى يا دكتور وبطِّل الجُرسة وليل الإنقاذ ولى ولن يعود..
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة