عند مدخل كبري (المنشية) من جهة شرق النيل ….الازدحام على اشده ..وعندما تفتح الاشارة الخضراء ..تجد الصفوف الأربعة ..صارت (بقدرة قادر) اثنين ..يحدث هذا بكثير من الربكة اذ تتداخل السيارات مع المشاة ..مع اولئك القادمين من صينية حلة كوكو ..(تجازفها) وتنتظم الصفوف ..حتى تظهر لك سيارات قادمة من خط موازي خلف مستشفى شرق النيل ..هذه السيارات تضطرك اضطرارا لاخذ الجانب اليسار ..مما يخلق ازمة اخرى قبل الانتظام للدخول للكبري ..كل يوم اتساءل ..لماذا لا يحاول ضباط المرور (وهم كثر في المدخل الرئيس) ..لماذا لا يحاولون ضبط هذا المسار العشوائي ؟ولماذا يبدو كأنه متعارف عليه ومسلم به وخارج سيطرة المرور ؟؟ الاجابة ..هو ان هناك دائما خطا موازيا متعارف عليه في حياتنا ..شارع ترابي ..سوق اسود موازي ..صف رغيف موازي ..صف تذاكر موازي ….تعليم موازي ..وكمان طب موازي.
العلاج البلدي ..والعلاج بالأعشاب ..والمشايخ الذين يرتدون (لابكوت) ..من أنتم ؟ لمن يتبع المذكورين آنفا ..وان (قلنا نشكي ..وين نشكي ليك ؟ ) ..صورة الطفل الغزالي الذي ذهب به والده للعلاج عند احد المشايخ ..فما كان من الشيخ الا ان ربطه كما الحيوان ..واوكل احد (حيرانه) بضربه بانتظام ..ذلك انهم يعتقدون ان به مسا من الجنون لان الطفل رفض رعي الاغنام ..فاحضره والده الى الشيخ (لتاديبه)..صور مؤلمة ومحزنة ..الطفل في احد الاركان المتسخة التي لا تصلح لحيوان دعك من طفل احلامه بعرض السماء ..لمن تتبع مؤسسات العلاج البلدي ؟..وحتى متى نتقبل التوازي في امور مصيرية مثل حياة الانسان ؟
ذات الامرينطبق على الخلاوي ..وهي مؤسسات برزخية ..لا تتبع للتربية والتعليم ..ولا هي كاملة الانتماء لوزارة الأرشاد ..بينما (تتاوق) ليها وزارة الشؤون الأجتماعية تحت شعار (بعيونك تقول لي تعال ..وبي قليبك تقول لي مافي مجال) ..وفي الحالتين انا الضايع ..وبقية الشعب السوادني لاعزاء له ..الجهل والفقر يفرضان سطوتهما في الارياف السوادنية ..مما يجعلها بيئة خصبة لمدعي المعرفة والتطبيب ..فتزدهر الخرافة ..وتفرخ الأساطير ..ويجد الموت فرصته فيحصد الانفس الغضة ..ونحن في شغل فكهون.
العالم الموازي في السودان يجب ادراجه تحت بند (عواليق نخليها ) ..اي شيخ يمارس العلاج البلدي ..او بالاعشاب دون دراية او متابعة يجب ايقافه فورا واخضاعه للعقوبات الرادعة ..لا يمكن ان يمر موضوع الطفل الغزالي دون تدخل ..فقط لان (والده عايز كدا ) …الخلاوي وما يحدث فيها من (بلاوي ) يجب حسم تبعيتها للتربية والتعليم ..واخضاعها للاشراف المباشر والمتابعة اللصيقة خاصة تلك التي توجد في اطراف البلاد ..اوقفوا التوازي رجاء في كل المجالات ..شوارع ..مهن طبية ..تعليم …اما قضية الطفل الغزالي ..اتمنى ان توليها وزيرة الشؤون الاجتماعية اهتمامها وتتابعها قبل فوات الأوان ..الا هل بلغت ..اللهم فأشهد.
صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة