يعمل رسميا الأحد .. القطار المحلي أمل الخرطوم في حل أزمة المواصلات

لا يجد ركاب القطار المحلي الذي أدخلته ولاية الخرطوم الخدمة للتخفيف من حدة أزمة المواصلات غضاضة في تشبيه قطارهم بالمترو، فهو لا يقل من وجهة نظرهم عن أمثاله في دول المنطقة لما يتمتع به من وسائل الراحة والسلامة.

ويدخل هذا القطار في مرحلة التشغيل الرسمي الأحد المقبل، بعد أن عمل أسبوعا في التشغيل التجريبي مجانا، وسط تفاؤل بأن يسهم في حل أزمة المواصلات بالعاصمة.

وشكلت أزمة النقل العام المتفاقمة أحد الأسباب التي أدت للإطاحة بنظام الرئيس المعزول عمر البشير حيث تزايد سكان ولاية الخرطوم إلى نحو ثمانية ملايين نسمة في ظل شبكة طرق وجسور متهالكة.

ويقول مدير مشروع القطار المحلي بلال أبوبكر للجزيرة نت، إن القطار ضمن مخطط هيكلي للنقل بولاية الخرطوم يشمل مترو الأنفاق والترام والطرق والجسور.

إجراءات السلامة
وعندما يقترب وقت الذروة لمواصلات الخرطوم التي تبدأ بنهاية دوام العاملين في المؤسسات الحكومية عند الساعة الثانية ظهرا، تشهد صالة الانتظار الجديدة في محطة قطار الخرطوم توافد الموظفين والطلاب.

ويلج غالب المواطنين مسرعين إلى داخل القطار في محاولة للفوز بمقعد ضمن عرباته الأربع ذات السعة الكبيرة.

ويطلق السائق عبده الذي أعيد إلى الخدمة بعد تقاعده عام 2013 بفضل تشغيل قطار المواصلات المحلي، صفارة القطار ثلاث مرات إيذانا بإغلاق الأبواب ومن ثم التحرك عند الساعة 03:00 بعد الظهر.

وبحسب مدير صالة الانتظار للجزيرة نت فإن فترة التشغيل التجريبي تهدف إلى تنمية ثقافة مواطن ولاية الخرطوم باستخدام القطار بدءا من الاعتياد على مواقيت الرحلات ذهابا وإيابا وانتهاء باتباع إجراءات السلامة.

توجيهات القطار

ويقول عمر مكي “45 سنة” إن لديه ملاحظات بعد ركوبه القطار من محطة الخرطوم لمقر سكنه في حلفاية الملوك بالخرطوم بحري “شمال” لأربعة أيام متتالية.

ويرى مكي في حديثه للجزيرة نت أن تخصص العربة الأولى للسيدات فقط، كما يقترح تشغيل مكبرات صوت داخلية وشاشات لمد الركاب بالتوجيهات ومحطات النزول مثل المتبع في خدمة المترو بالعديد من دول العالم.

ووفقا لمدير الصالة فإن سماعات صوت داخلية سيتم تشغيلها لبث التوجيهات عبرها داخل كل عربة.

وتقول عائشة عبد الرحمن التي تعمل في وكالة سفر إن القطار سيكون وسيلتها للوصول إلى مقر عملها وسط الخرطوم والعودة إلى منزلها بضاحية الكدرو شمالي الخرطوم، لأنه يوصلها لمكان عملها في زمن قياسي ومحدد مقارنة بالحافلات.
اعلان

وبشأن تكلفة النقل المحددة بعشرة جنيهات للراكب وخمسة جنيهات للطلاب “الدولار يساوي 45 جنيها” يقول عماد أحمد -وهو طالب جامعي- إن التكلفة أقل بكثير من الحافلة لكن المشكلة الوحيدة هي أن الرحلة الصباحية للقطار من الأحياء لوسط الخرطوم مبكرة للغاية.

مراحل التشغيل
وطبقا لمدير مشروع قطار المواصلات بلال أبوبكر فإن القطار المحلي برحلتيه حاليا يسهم بنسبة 30% إلى 40% في النقل وعندما يتم تشغيل رحلات إضافية في الذروة الثانية “المسائية” فإنه مساهمته ستصل إلى 50%.

وحاليا يعمل قطاران وفق رحلتين صباحية من الشجرة جنوبي الخرطوم ومن الكدرو شمالي الخرطوم بحري وحتى محطة القطارات وسط الخرطوم، ليعود القطاران في رحلة عكسية الساعة 03:00 بعد الظهر.

وفي مسار محطة الخرطوم وحتى الكدرو شمالا يتوقف القطار في سبع محطات، منها الأملاك والمحطة الوسطى بحري والصافية وشمبات والحلفاية.

وإلى جانب ذلك، تقف أربعة قطارات أخرى بالمحطة الرئيسية في انتظار دخولها الخدمة بالمرحلة الثانية والتي وفقا لمدير المشروع ستبلغ سوبا أقصى جنوب الخرطوم وأقصى شمالها عند الجيلي، فضلا عن خط عرضي من الشجرة غربا وحتى الأندلس والأزهري شرقا.

وفي مرحلة أخيرة سيتم ربط سككي حتى الجنوب الغربي لولاية الخرطوم في جبل الأولياء وحتى أم درمان وشرق النيل، ويقول المدير إن التجهيزات اكتملت لإنجاز هذه المرحلة.

رحلات قياسية
ويؤكد مدير مشروع القطار المحلي أن الرحلة الواحدة للقطار تنقل في المتوسط ستمئة شخص في أوقات الذروة، مشيرا إلى تسجيلهم رحلة قياسية لقطار الخرطوم بحري حملت ثمانمئة شخص بسبب اشتداد أزمة المواصلات الأحد الماضي.

ويشير إلى أنه حال اكتمال تشغيل خمس رحلات فإن متوسط نقل الركاب سيصل إلى حوالي 2500 راكب يوميا.

ويقول مدير الإعلام والعلاقات العامة بوزارة البنى التحتية في ولاية الخرطوم عمر أحمد سعيد، إن القطار برحلته حتى الكدرو شمالي الخرطوم بحري يخدم سكان أم درمان أيضا حيث يمكنهم بعد الوصول إلى شمبات أو الحلفاية استغلال الحافلات والعبور إلى أم درمان في الضفة الغربية لنهر النيل.

ويشير إلى أن مسؤولي مشروع القطار سيراجعون مواقيت تحرك الرحلات الصباحية من الشجرة والكدرو لوسط الخرطوم بعد شكاوى من أنها مبكرة للغاية.

وينتظر أن يعيد قطار المواصلات المحلي ضبط الساعات بالخرطوم عليه، ليشكل حركة ومواقيت الناس بالعاصمة، مثلما شكل في الماضي حياة السودانيين عندما كان السودان يمتلك واحدة من أنجح وأكبر هيئات السكك الحديدية في أفريقيا.

وعانى قطاع السكك الحديدية بالسودان طوال عهد الرئيس المعزول عمر البشير من الإهمال وسوء الإدارة وتفاقمت أزمته بعد عقوبات اقتصادية فرضتها الولايات المتحدة الأميركية قبل 22 عاما حرمت القطاع من قطع الغيار وعمليات التطوير.

المصدر : الجزيرة نت

Exit mobile version