أريد أن أصبح طبيبا: ما الذي يجب أن يعرفه طبيب المستقبل عن جامعته

إن دراسة اختصاص الطب لا تحمل طالب هذا العلم مسؤولية كبيرة فحسب، بل هي أيضاً طريق طويلة، لذا يجب على الذين يرغبون ممارسة مهنة الطب في المستقبل أن يتعاملوا مع اختيار الجامعة بدقة. وعن المسائل التي يجب أن تكون محط اهتمام كل من يريد أن يصبح طبيباً يحظى بالسمعة المرموقة في أي مكان في العالم، تحدثت ليودميلا كوفالينكو، مدير المعهد الطبي في جامعة سورغوت الحكومية، أثناء مقابلة مع مراسل برنامج “المستكشف الاجتماعي” في وكالة الأنباء الدولية “روسيا سيغودنيا”.

هل للطب الشمالي يا سيدة لودميلا خصائص وميزات؟ لماذا يأتون للعلاج في سورغوت؟
تنظر حكومة إقليم خانتي مانسيسك إلى قطاع الصحة على إنه فئة اقتصادية، وبالتالي تولي اهتماماً كبيراً لتنفيذ البرامج الرامية إلى الحفاظ على الصحة. إن توفير الرعاية الطبية المتطورة للسكان أعلى من المعدل الوطني في البلاد، علماً إن مؤشرات إمكانية الحصول على هذه الرعاية الطبية يمكن مقارنتها مع الدول الأوروبية. هذا يجعل من الممكن تقديم المساعدة ليس فقط لسكان الأقاليم الأخرى في روسيا الاتحادية، ولكن أيضاً للمواطنين الأجانب. وفي القريب العاجل، سيتم إنشاء مركز للبحوث الطبية الحيوية المتقدمة في الإقليم، حيث تعتبر المختبرات التابعة له محط اهتمام العلماء ليس فقط من روسيا، ولكن أيضاً للباحثين من الدول الأجنبية. بالإضافة إلى ذلك، سوف يزورنا في المستقبل القريب، أبرز العلماء من روسيا وألمانيا وسويسرا وهولندا ودول أخرى، والذين سينقلون التقنيات الطبية الحيوية إلى اهتمام علمائنا وأطبائنا.

على مثال معهدكم، هل التعليم الطبي مطلوب على نطاق واسع اليوم؟ وهل يحظى خريجو جامعتكم على اهتمام المؤسسات الطبية في العالم؟
نعم، بالطبع هناك حاجة كبيرة إلى التعليم الطبي. فعلى سبيل المثال، تزداد أهمية مسابقة القبول في معهدنا من عام إلى آخر، واليوم يدرس في جامعتنا طلاب من 35 إقليماً في روسيا، وكذلك من كازاخستان

ماكسيم يوريفيتش دوننيكوف، باحث في المركز العلمي بالمعهد الطبي سورغوت، واختصاصي في علم الوراثة من الفئة الأولى
وقيرغيزستان وأوزبكستان وأوكرانيا. وعلى مدى 25 عاماً قامت الجامعة بإعداد أكثر من 1500 طبيب ضمن تخصصات “الطب العام” و “طب الأطفال”، وأكثر من 2000 من المقيمين والمتدربين.
واليوم، واحد من كل أربعة أطباء من أولئك الذين يعملون في الحلقة الأساسية من قطاع الرعاية الصحية في مدينتنا، هو من خريجي المعهد. وفي مستشفى سورغوت الإقليمي هناك 42% من الأطباء العاملين هم من خريجي مؤسستنا العلمية، ففي مركز الرضوض والصدمات – 38٪ ، وفي مركز ما حول الولادة – إعداد الأمهات للولادة – 25%. علماً أن طلابنا يمثلون بجدارة الجامعة في البلدان الأخرى، من خلال ممارسة الطب في دول مثل ألمانيا وإسرائيل والسويد والبرازيل وكازاخستان وبلدان أخرى.

هل يتعامل المعهد مع الزملاء من البلدان الأخرى والطلاب الأجانب؟ هل هناك مثل هذه الممارسات، ومع أي دول؟
نحن نعمل في إطار النشاط التعليمي والعلمي، مع الزملاء في روسيا ومن البلدان الأجنبية. مع الإشارة إلى أن المعهد منذ سنوات عديدة، عضواً في الرابطة الدولية للتعليم الطبي. حيث يشارك زملاؤنا سنوياً في مؤتمرات هذه المنظمة، وعلى مر السنين تبادلنا التجارب في مجال التعليم الطبي مع مؤسسات طبية في فيينا وغلاسكو وبرشلونة وبازل وميلانو وبراغ وليون ومدن أخرى. ومنذ خمس سنوات انضم المعهد إلى IFMSA روسيا – الاتحاد الدولي لطلاب الطب. وكجزء من الحراك الأكاديمي، درس طلابنا في العيادات الجامعية في ألمانيا واليابان وكرواتيا واليونان. وفي كل عام يدرس الطلاب والمقيمون من كازاخستان في إطار برامج الحراك الأكاديمي لمدة فصل دراسي. وفي شهر كانون الثاني\يناير 2020، استضاف معهدنا طلاب من البرازيل.

لقد كوّن المعهد في مجال البحث العلمي، علاقات شراكة مع جمهورية كازاخستان وإسبانيا وصربيا وكرواتيا واليونان وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية التشيك والصين.

يكتسب النشاط العلمي والتدريب المستمر أهمية بالغة بالنسبة لطبيب المستقبل. كيف تأخذ بنية المعهد التحتية هذا الأمر بعين الاعتبار؟
– لقد تم خلق كل الظروف اللازمة في الجامعة من أجل تحقيق التطور المهني المستمر. حيث يتم إعداد الأخصائيين في مرحلة الإقامة للأطباء في 31 تخصصاً، والدراسات العليا في 16 تخصصاً، وقد تم فتح
برنامج للحصول على لقب أستاذ دكتور، مع العلم أن طلاب المرشحين للدكتوراة وطلاب الدكتوراه يمكنهم أن يدافعوا عن الأطروحة في المجالس العلمية التابعة للجامعة.
في عام 2013 تم افتتاح مركز محاكاة وتدريب معتمد في الجامعة، وهو مجهز وفق المعايير الدولية في التعليم الطبي.

بالإضافة إلى ذلك، يخضع طلابنا للتدريب العملي في مراكز الطب السريري للجامعة، التي يبلغ عددها 33 مركزاً. حيث يشارك الخبراء من الأقسام السريرية بالمعهد الطبي في تدريب الأطباء الذين يمارسون، بالإضافة إلى التدريس، الأنشطة الطبية ومهنة الطبيب الممارس ورؤساء أقسام العيادات النابعة لنا.

ما هو الشيء المهم في رأيكم بالنسبة لطالب الطب الحديث، بحيث يكون مطلوباً للعمل في أي بلد؟
يجب أن يتمتع الطلاب بمهارات عملية في الطب السريري ولديهم معرفة أساسية عميقة في البيولوجيا الجزيئية وعلم الوراثة وتكنولوجيا الخلايا والمعلوماتية الحيوية. يحافظ التعليم الطبي في جميع أنحاء العالم على التقاليد العريقة، وهذا الأمر في بلادنا ليس استثناءً، لكن على الرغم من ذلك، يشهد هذا العلم ظهور تقنيات وتكنولوجيات جديدة. يتطلب التفسير التدريجي للظواهر الطبية من وجهة نظر قوانين البيولوجيا للطب ممارسة نهج مختلف تجاه تعليم وتدريب الأطباء، ومن الضروري تعزيز مجموعة التخصصات الأساسية. سوف تظهر بالفعل في المستقبل القريب بعض التخصصات مثل خبير في الطب المعين والمعلوماتية الحيوية السريرية وأخصائي التغذية الجزيئية ومستشار في شؤون إطالة العمر.

بالإضافة إلى ذلك، تظل القيم العالمية للطبيب كما هي: مشاعر التعاطف والواجب والضمير والعدالة والقدرة في الحفاظ على الأسرار الطبية والمسؤولية الأخلاقية والاجتماعية. ويتم صياغة هذه المبادئ في المعهد، من خلال برامج تم تطويرها خصيصاً تحت عنوان “السمعة في المهنة”، و”الأسس الاجتماعية والنفسية للنشاط المهني”، و”الأسس المفاهيمية للمسؤولية الاجتماعية”، وبطبيعة الحال، من خلال المثال الشخصي للطبيب – المعلم.

سبوتنيك

Exit mobile version