تخطيط

هل نحن شعب يجيد التخطيط ووضع الخطط والإستراتيجيات؟ الإجابة بكل تأكيد نعم ، وحتى لا يتهمني البعض (بالخرف المبكر) أضيف إلى قولي هذا بأننا أكثر الشعوب تخطيطاً بل أن التخطيط عملنا ليهو وزارة مهمتها التخطيط لكل ما يتعلق بمصير هذه الأمة وجعلها في مقدمة الدول الراعية للفقر .
نعم التخطيط في كل مكان، الجميع يخططون ويجنون ثمار ما خططوا له ، في العهد البائد كان كل مسؤول يخطط كيف يقوم بتأمين مستقبله ومستقبل (عياله) وأقاربه عبر إنشاء الشركات في دبي وسنغافورة وكل الأقطار ذات الإستثمار (المنتعش)، كما كانوا يخططون لتوظيف أقاربهم في شركات البترول والبنوك والمؤسسات ذات (الدفع) الدولاري، ومن أهم الأشياء لدى المسؤولين هو التخطيط للبقاء في (الكرسي) لأطول فترة ممكنة من أجل (شفط) الميزانيات و(لحس) المخصصات والتخطيط لمشاريع وهمية تذهب ميزانياتها لشراء الأبراج والفلل في (ماليزيا) وما وراء البحار .

لقد كان المسؤولون (على أيام سيئة الذكر) يقضون نهارهم وجل ليلهم يخططون للسفر للخارج على حساب (المواطن التعيس) فمنهم من يخطط للسفر إلى اليابان للوقوف على التجربة اليابانية فى مجال (جمع النفايات) ومنهم من يخطط للسفر إلى (تركمستان) من أجل مشاهدة المشروع التركمستاني لحل مشكلة المواصلات ثم يعودون بالسلامة إلى (الوطن) بعد أن يكونو قد نالوا قدراً من (الترطيب) و(التطبيب) والتأكد من الحالة الصحية وخاصة نسبة الكلسترول في الدم الذي يعود إزدياد ضرب (المشاوي) والأطايب كما (ودي مهمة) يكونو قد إطمأنوا على تجارتهم ومشاريعهم وأن كل شئ تمام وكله من أجل المصلحة العامة وكده .!!

وكما أن الحكومات تخطط والمسؤولون بيخططوا الأحزاب و(الحركات) برضو بتخطط وكل حزب أو (حركة) لديها (مكتب) مسؤول عن التخطيط مهمته التخطيط للحصول على وزارة وزارتين (هامشيات) أو مقعد مقعدين في البرلمان (الجاي) لممارسة (فضيلة) النوم في الجلسات كما أنه من اهم مهام هذا المكتب التخطيط للحصول على تعويضات من (الحكومة) عن ممتلكات هي في الأصل تعود للشعب الفضل !
ولا يقتصر التخطيط (عندنا) على الحكومات والأحزاب والحركات فالجميع يخططون كباراً وصغاراً فالمواطن يخطط كيف يقوم بتدبير منصرفات أسرته بعد أن يكمل المرتب (من يوم خمسة) وكيف يقوم برسم خارطة طريق تجعله يزوغ من (سيد الدكان) وبتاع الخدار و(سيد اللبن) كما إنه (يخطط) للهروب من واجباته الأسرية بعد أن ضاعت مروته في الجري وراء المواصلات (الما عاوزة أزمتا تتحلا دي) !

أما الفئة الميسورة (المنغنغة) فهي تخطط لإجازة نهاية الأسبوع كيف سوف تقضيها في أي المطاعم الفاخرة أو الفنادق الراقية التي تقدم طيبات الأكل وخدمات الساونا والمساج، أما ناس (مثنى ورباع) فهم دائمي التخطيط للزواج بأخرى وتوزيع الفرص بعدالة على من هن في عصمتهم فيوم في (الطائف) ويوم في (المنشية) ويوم في (الرياض ) وتلاتة مرات في المعمورة (ما الجديدة وكده) !!
وعلى صعيد المهن فالجميع يخطط .. السمسار يخطط من أجل إقناعك ببيع منزلك في وسط البلد وشراء آخر على تخوم العاصمة حتى إذا ما تم له ذلك أقنعك بعد حين ان تبيعه وتشتري لك مزرعة في كيلو 27 ثم ما تلبث وهو يخطط لك أن تجد نفسك لاجئاً في أحراش (الكنغو) .
أما الميكانيكي فمنذ ان قام بالكشف علي سيارتك التي أصبحت (تسخن) فهو يخطط (للضربة القاضية ) :
• شوف يا أستاذ السخانة دي من (الكويل) فحماتو محروقه و (الدينمو) ما رامي كويس القلب بتاعو عاوز (لف) واللديتر عاوز (تسليك) والبلكات عاوزين (غيار) ! …. وتكون المسألة كوووولها (فيوز).

كسرة :
من أقذر أنواع التخطيط ما يخطط له أمثال غندور الذي يريد وفلول نظامه إفشال عمل هذه الحكومة الوطنية التي تمثل أمل هذه الأمة عن طريق التخذيل حيث صرح بأن (الحكومة لن تتجاوز التحديات ولو توفرت لها أموال قارون) ! خسئت أيها (البكاي) !!

تكسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنو (و)؟
• أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ فليستعد اللصوص
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووو؟

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة

Exit mobile version