دردشة مع الصحفي بهرام أو الزومة الجديد
قبل أيام كتب الزميل بهرام عبد المنعم تدوينة قصيرة على جدار صفحته بالفيسبوك يبرر فيها للغلاء وأزمة المواصلات، بمنطق ” الناس صبرت على الكيزان ٣٠ سنة” كل ذلك في سياق حملة التعمية وصرف الأنظار عن أس المشكلة، واستنساخ المقاربة البليدة بين الماضي والحاضر، الماضي الذي ثار الناس عليه لتغيره، لا تذكيرهم به كل يوم، كما لو أن بهرام (عبد الرحمن الزومة الجديد) في منافسة بين حكومة أصحابه والكيزان على احتقار الشعب السوداني، وهنا لا أريد أن أنبهه للانحياز للبسطاء عوض المناصرة العمياء، وطلاء الجدران المتصدعة، وتدليك ظهر حكومة حمدوك يومياً، لأنه غالباً سيكتشف ولو بعد حين كيف بعدت عليه الشقة، أما تعطشه الدائم لعبارات من شاكلة يا راكز يا بطل، واندفاعه للحصول على الدعم المعنوي على حسابنا، وتصوير نفسه مناصرا لقضايا الجندر فهى لا تنطلي علينا، ربما على أخرين، بل أن محاولة إلباس الحكومة الحالية التي تبرأت منها والدة الشهيد كشة جهاراً ثوب القداسة لن تفلح، واعتبار أن الصفقة مع العسكر هى أم المدنية، وأن الثورة محض أمنيات طافحة على بركة التجريب الاقتصادي، والفساد المؤمن بالشعارات وخداع البسطاء بالتحرر المطلق من عبادة المؤتمر الوطني إلى عبادة الصنم الجديد، تصورات الشفيع خضر وقوش، إلى درجة الايحاء بخبث أن انتقاد حكومة حمدوك انتقادا للثورة، وطعن خاصرة اللحُمة الوطنية، بينما بهرام الزومة لا يعلم أنه يخادع نفسه قبل الجيل الراكب راس، وسوف تلق به موجة ثورية عاتية في مزبلة التاريخ، كل شيء حالياً الأن في عنق الزجاجة، عند ذروة غليان البركان، والرغيفة التي يحصل عليها أهل بهرام في المناقل بشق الأنفس الأن بسعر مضاعف، والدواء معدوم، والبطالة تتمدد، واسطوانة الغاز سوف تنفجر تحت ضميره لابد، إن كان لديه ضمير بالفعل لم تميته رسائل ود الفكي.
بالعودة للبوست السابق، فإن بهرام كعادته، أو أن شخص ما طلب منه الكتابة على الارجح، فكل شيء يمضي هذه الأيام بالتمرير، يبدو أن صديقنا لم يحتمل كتاباتنا الأخيرة فلجأ إلى حيلة كبشرة البوستات وإعادة نشرها بتعليق ساذج، للاستمتاع بما يعرف عندهم بحفلات الشواء، مجموعة أغبياء يتجمعون كالذباب ويرددون نغمة واحدة، كوز، كل من يختلف معهم، هو كوز لحشد الناس ضده، وهى طريقة كسولة ومفضوحة في التعامل مع الرأي الأخر، تشبه خطاب الكيزان العقيم، شيطنة من يختلف معهم أيضاً، أما موضوع البوست فالرجل من خفة ظن أن الغاء القانون بالنسبة لي دعوة للفجور والفسوق، وهو قول ردده هو وليس أنا، كما لو أن ذلك الإحساس قابع في قشرة عقله، رغم أن قانون النظام العام يخص ولاية الخرطوم ويقع في سبعة فصول و26 مادة، تشتمل على مواد خاصة بتظليل العربات والرقص المختلط وفتح المطاعم في رمضان وعمل الرجال في الكوافير النسائية، بينما المواد التي يتحدث عنها بهرام هى مادتي 152 و154 من القانون الجنائي السوداني لعام 1991، والتي تتحدث عن “الأفعال الفاضحة والمُخلّة بالآداب العامة” ولا علاقة لها بقانون النظام العام، فإن لم يكن يعرف فتلك مصيبة .
نواصل .