زواج المصلحة أصبح واقعاً حقيقيّاً فرضته ظُرُوف الحياة على الطرفين، فجاء ارتباطاً خالياً من الحُب والإلفة، لأنّ كلا الطرفين يسعى للوصول إلى شئ مُعيّن وحتماً سَتنتهي تلك المَصلحة بعد سنواتٍ، التي غالباً ما كان المال هو الهَدف الأساسي بها، فبمُجرّد أن تنفد ما بداخل الخزنة من النقود الورقية التي كانت سبباً مباشراً في الزواج، يبدأ الملل يتسرّب إلى النفوس وينعكس ذلك على الحياة الزوجية، وتكون بداية النهاية لحياةٍ بُنيت على باطلٍ، لذلك جاء الإخفاق…
لا غضاضة في الأمر
ابتدرت الحديث هالة كمال معلمة بمدرسة خاصة ومُتزوِّجة من زميلها قائلةً: لماذا يُسمى زواج مصلحة إذا كان الطرفان مُقتنعين بهذه الخطوة، وطالما أنّهما يكملان بعضهما البعض، فلا أظن أن التركيز على المادة هو الهدف الأساسي من الارتباط، مُردفةً بقولها: إنّها ثرية لكن لم يُفكِّر زوجها في أخذ مالها في يومٍ من الأيام رغم اعتراض أهلها في بداية الأمر على ارتباطهما.
فارق السن
من جانب آخر، أقر (ك. ع) أنّه أعلن ارتباطه بزميلة عمل، إلا أن أسرته أبدت اعتراضاً نسبةً لفارق السن بينهما، إلا أنه أصرّ على ارتباطه بها، مُوضِّحاً لأسرته أنّها التزمت بكُلِّ مُنصرفات الزواج، وأنها لن ترهقه بأعباء لا يحتملها راتبه الشهري، فتم الزواج، إلا أنها بدأت تُطارده وتحد من تحرُّكاته خوفاً من ارتباطه بمن تصغرها سناً، وواصل (ك) سرد حكايته قائلاً: بدأت تعايرني بما قدّمت لي حتى سئمت الأمر ورميت عليها اليمين وافترقنا لتظل تجربة أتعلّم منها أنّ المال ليس كل شئ!!
ضياع ثروة
واعتراف آخر من رجل تخطّى العقد الرابع من العمر فضّل حجب اسمه قائلاً: أعيش تجربة بكل مرارة، إذ أعجبت بفتاة في العشرين من عُمرها وجذبتني إليها بحلاوة حديثها وملامحها الجميلة، وبدأت تنسج خيوطها من حولي رغم أنها في عمر ابنتي الصغيرة، إلا أنني لم أستطع الصمود أمام جمالها وبدأت المُهاتفات الناعمة ووجدت ضالتها، إذ أنّني سلّمتها نفسي بكل يسرٍ وبدأت طلباتها التي أعمل على تنفيذها دُون تردُّد، وحين طلبت منها الزواج لم تتردّد، لكن بشرط أن أقوم بتسجيل نصف ثروتي لها، وكان أملي أن أعيش ما تبقى من عمري في سعادةٍ، خَاصّةً أنّ أسرتي الصغيرة أعلنت مُقاطعتي، لكن ضاعت آمالي أدراج الرياح، لأنّ صغيرتي لم تعد كما هي وأصبحت تُعاملني بكلِّ احتقار وبدأت الخلافات بيننا إلى أن طلبت الطلاق في أقل من أشهر لتذهب بنصف ثروتي ويضيع معها استقراري الأسري!!
العقل الراجح
ترى الباحثة الاجتماعية دلال عبد الرحمن أنّ زواج المصالح محكوم عليه بالفشل، لأنّ علاقة الزواج يجب أن تقوم على الاحترام والتفاهُم والحُب المُتبادل، لافتة إلى أن زواج المصلحة تعددت أشكاله وباتت شريحة كبيرة من المُجتمع تقدم عليه بسبب الظروف الاقتصادية الطاحنة وضغوط الحياة التي جعلت المصالح المادية تُسيطر على تصرُّفات كثير من الناس، وقالت إنّ هناك زواج مَصلحة مُتّفق عليه بين الطرفين وهذا نضمن استمراريته، وزواج منفعة تنتهي فترته بانتهاء المَصلحة أو الصّفقة التي من أجلها تم الزواج، مُؤكِّدة أنّ زواج المصلحة عُمُوماً لا تغيب عنه السلبيات، اذ يجب أن نحكم عقولنا في مسألة الزواج ونحسن اختيار الشريك.
الخرطوم: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني