كل يوم تتمزق ورقة من كراسة قوي التغيير، ويكتشف المهندس الخفي أن صناعة الكذب بكل ديباجاتها المحلية والمستوردة، لم تعد مغرية، ولاهي قادرة علي وضع (غطاء سميك) علي الحقيقة، ولاقادرة علي تغييب الوعي العام لفترات طويلة…لسان قحت الطويل كان أول من (مزّق) الغطاء و(عرّي) الحقيقة، وساهم في سرعة نتف أوراق (الكراسة المهترئة) الواحدة تلو الأخري،… الآن كل مايجري علي المسرح الهزيل، يقتل (العلمانية) في اليوم ألف مرة… ثم علي مسافة قريبة من (عظامها الرميم)، ينتعش الدم ويتحرك في شرايين وعروق (الغالبية المسلمة)، ويصبح دوس الكيزان مجرد (مضغة مسيخة) في أفواه الحالمين، أما أسوأ حصاد فقد كانت (تقاريرهم المضروبة) التي استجدوا بها عون الدول الأجنبية لتغزو وتقتل شعبنا المسالم، فإذا التقارير تصبح اليوم (مطبات وحفر) تمنعهم تحقيق الأقل القليل من المنجزات، فلايجدون شيئا يغطي فشلهم وخجلهم غير ماهو كائن أصلا من منجزات النظام السابق…!!
الدول التي استعدوها ضد وطنهم، كانت تعلم أن النظام السابق قادر علي قهر المستحيل، وأنه من قبل مزق فواتير القمح والسكر والعدس في أحلك المنعطفات، وانتزع وقتها إعجاب صناديق التمويل الدوليةالتي رفضت منحنا دولارا واحدا، وكان إستخراج النفط هو قمة تفوق (الإرادة الحرة)، وبالطبع كان الأمر مدعاة لرعب أصاب تشكيلات المعارضة، فتجردت من كل القيم الوطنية وقدمت نفسها لفعل أي شئ مهما كانت درجة السقوط الوطني والأخلاقي!!
رئيس مجلس السيادة الفريق أول البرهان، يفضح قدرا كبيرا من كراسة الأكاذيب، فلا أموال (مكدسة أو مهربة) من قبل رموز النظام السابق ولاكتائب ظل ولايحزنون خارج المنظومة العسكرية للدولة، ولاجديد في العقوبات الأمريكية ولاتسليم للبشير أو أي سوداني للجنائية…ثم يجزم الرجل بدعم حكومة حمدوك ويعترف بدعم الأشقاء في الخليج…كل الحديث من الرجل الأول في الدولة، قد لايسعد بعضهم أو معظمهم لأنه (أعاد ترتيب) قناعات الكثيرين وأوضح لهم أن حبل الكذب يبقي دائما (قصيرا) ولايقوي علي العيش…كما أن التمسك به لا يوفر خبزا ولاوقودا ولايخفض أسعار البصل والطماطم ولحوم الأنعام والدجاج…!!
شغلوا أنفسهم بما خفّ (وزنه) وتواضعت (قيمته) كما نري من رفع منسوب (إقصاء) الكفاءات تحت وهم الدولة العميقة، وكما نعايش من شحنات تدمير عاداتنا المجتمعية الموروثة وتغذية الأجيال الناشئة بسلوكيات غريبة وشاذة، ولذلك كان لابد أن تكون الكراسة بائسة وتعيسة، عنوانها الكذب والمغالطات، وبالأمس تحصل قناة الجزيرة، عبر إستطلاع المواطنين، علي (نتيجة صفرية) لأداء الحكومة، فأي خيبة هذي؟!
*هي النتيجة المحتومة (للنوايا السيئة) المحمومة التي تصوب السهام الغادرة نحو دين (الغالبية المسلمة) في هذا البلد المسلم، فهذا الإستهداف يمثل (البند الأهم) في الكراسة المشؤومة لقوي قحت، وسترتد السهام عليهم كما قلنا من قبل، خيبات متتالية فمكرهم سيزول ويبور، وليتهم يعلمون أن (مكر الله) لهم بالمرصاد…نستمر غدا في تصفح مابقي من الكراسة!!
سنكتب ونكتب!!!
فتح الرحمن النحاس