والساعة تشير إلى الثانية والنصف ظهراً، وصل إلى مسامعنا صوت صافرة القطار وهي تأتي من بعيدٍ، لم ينتظر الحضور داخل الصالة التي خُصِّصت للانتظار بمحطة السكة حديد بالقرب من موقف جاكسون وصول القطار، بل أسرعوا مُتوجِّهين نحو المحطة وكل يمني نفسه بإيجاد مقعد داخل القطار الذي قرّرت أن اعتليه في هذا اليوم لمعرفة انطباع المُواطنين ومدى رضائهم عن الخطوة وهل سَاهمت في حل ضائقة المُواصلات؟ والعديد من الأسئلة التي ظللت أرمي بها على مسامع رُكّاب قطار الخرطوم بمحطاته المُختلفة طوال الرحلة من الخرطوم إلى بحري والتي تشمل محطة (الأملاك، بحري، الصافية، شمبات، الحلفايا والكدرو) وأنّ هناك مساعٍ لإضافة محطات حتى مدخل السامراب.
(1)
رحلتنا كانت من الخرطوم إلى بحري وكان الانضباط في الزمن أكثر ما لفت انتباهنا، فحينما أشارت عقارب الساعة إلى الثالثة ظهراً وهو زمن تحرُّك القطار، أغلق أبوابه في وجه القادمين الذين لم يخدمهم الحظ لعدم احترامهم للمواعيد، وأغلب الركاب كانوا من المُوظفين والطلاب الذي تسارعوا نحو الغُرف منذ تَوقُّف عجلات القطار عند الثالثة إلا ثلثاً، وحرص الكثيرون على التقاط الصور السيلفي داخل القطار.. أعدادٌ كبيرةٌ كانت تقف (شمّاعة) الشئ الذي يُؤكِّد إقبال المُواطنين على رحلات القطار المنضبطة في التوقيت وهجر انتظار المواصلات التي تهدر زمن الكثير منهم، خاصةً الطلاب الذين في حوجة للوصول مبكراً إلى منازلهم.
(2)
القوات النظامية المُتواجدة على متن القطار لحفظ أمن وسلامة المُواطنين لهم غرفة خاصّة بالقطار، تجاذبت معهم أطراف الحديث حول الرحلات منذ أول يوم في تدشينها، أكدوا أن الإقبال كبير جداً من قِبل المُواطنين خاصّةً الموظفين، ولفتوا أن للقطار رحلتين فقط في اليوم، الأولى يتحرك من محطة الكدرو عند الخامسة صباحاً، والثانية من محطة السكة حديد بالخرطوم عند الثالثة ظهراً.
وعن الضوابط المَفروضة داخل القطار، قال أحدهم: ممنوع دخول الباعة الجائلين تماماً بالإضافة إلى أن القطار مُزوّد بإنذار مُبكِّر منعاً للتدخين داخل القطار والمُراقبة الدقيقة منعاً لوقوع السرقات بكل المحطات، ومنع حمل السوائل داخل القطار، وأشاروا إلى أن هناك رجل مرور يتتبع محطات القطار خاصّةً عن التقاطُعات حفاظاً على سلامة المُواطنين والعمل على إيقاف السيارات في زمن يتناسب مع مُرور القطار.
(3)
استطلعت (السوداني)، عدداً من الرُّكّاب داخل القطار بعد تَحرُّكه من السكة حديد الخرطوم، وجاءت الآراء إيجابيةً مع كَثيرٍ من المُلاحظات…
الطالب مصطفى الحاج أشار إلى أنّ القطار سيُساهم بلا شك في حل مشكلة المواصلات، لكنه لفت القائمين على الأمر بضرورة التعديل في زمن الرحلة الأولى، حيث يَتَحرّك القطار من مَحطة الكدرو عند الخامسة والنصف صباحاً وغالباً ما يكون خالياً لعدم تَمكُّن المُواطنين من اللحاق به.
من جهته، قال الطالب خالد التوم، إنّ نظافة القطار ستكون مسؤولية الجميع، مُرسلاً مطالبه عبر الصحيفة لكل مُستخدمي قطار الخرطوم بضرورة المُحافظة عليه والتّعامُل معه بمسؤولية، وعلّق على سعر التذكرة، خمسة جنيهات للطالب وعشرة جنيهات للمُواطن، وقال إنها مُناسبة جداً.
(4)
المُوظّفة إنعام أبو بكر أكّدت أنّ قطار الخرطوم سيكون الحل الجذري لأزمة المواصلات، فقط طالبت بضرورة زيادة الرحلات أو إضافة قطار آخر، وأبدت مُلاحظتها حول ضرورة إيجاد تنويه داخلي عند الوصول لكل محطة، لأنّ الازدحام داخل القطار لا يُمكِّن البعض من معرفة وصولهم إلى محطاتهم، إضافة إلى التنويه بالمحطة الرئيسية لمعرفة قطار بحري من الشجرة، ولفتت إلى أنه في الأيام الأولى حدث اختلاط على الناس بين المحطات، قائلةً (تحرّكت الرحلة إلى بحري وكانت معنا سيدة تُريد الذهاب إلى الشجرة وصعدت دُون أن تسأل أو يكون هُناك تنبيهٌ، ولم تَكتشف أنّها في المسار الخطأ إلا بعد أن وصلت الكوبري).
(5)
من جهته، قال مدير مجموعة نوبلز المهندس عبد الرحيم محمد عبد الرحيم، إنّ الحل الجذري لأزمة المُواصلات يتمثل في تشغيل قطار الخرطوم، مُشيراً إلى أن المشروع يحقق أهداف خطة الولاية الاستراتيجية في إدخال القطار كوسيلة نقل داخلية، قائلاً إن الخُطة المُستقبلية تتضمّن مد الخطوط إلى مصفاة الجيلي وشرقاً إلى الحاج يوسف وجنوباً إلى سوبا وجبل أولياء.
تقرير: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني