السودان يعود للمناهج الدراسية إلى عهد ما قبل نظام البشير

أعلن عمر القراي مدير المركز القومي للمناهج والبحث التربوي في السودان، العودة إلى المنهاج التعليمي القديم المعتمد ما قبل ما قبل نظام الرئيس المعزول عمر البشير، وبدء تطبيقه العام المقبل.

وقال إن المنهاج الجديد سيكون ”خفيفًا ورشيقًا قائمًا على الفهم لا التلقين والحفظ“، لافتًا إلى أن السلم التعليمي الجديد، سيكون، 6 سنوات للمرحلة الأساسية، و3 سنوات للمرحلة المتوسطة، و3 سنوات للمرحلة الثانوية.

وأشار القراي في مؤتمر صحفي عقده بمقر وكالة أنباء السودان، يوم الأحد، أنه سيتم تدريس التربية المدنية بدلًا عن التربية العسكرية، وستعاد مواد ”الفلسفة، والمنطق، وعلم النفس“ للمدارس الثانوية، كما ستعاد ”الفنون والمسرح والموسيقى“ إلى كل المراحل.

وبدّلت الحكومة السودانية السابقة المناهج التعليمية، و“عربت“ الجامعات السودانية، وألغت نظام ”المتوسطة“، ووضعت مناهج جديدة ركزت على الدين والحفظ والتلقين في العملية التعليمية.

وأوضح القراي أنه سيتم إحياء الجمعيات الأدبية وجمعيات الفلاحة المدرسية، لتكون وحدات إنتاجية، مبينًا أنه سيكون هناك منهجًا جديدًا للعلوم المهنية، وآخرًا جديدًا لذوي الاحتياجات الخاصة.

وأضاف أنه عبر المناهج الجديدة سيتم إيصال المعلومات للتلاميذ للصفوف الأولى (الأول والثاني والثالث في مرحلة الأساس) من خلال الألعاب، مؤكدًا أنه سيتم إدخال اللغة الإنجليزية بدءًا من مرحلة الروضة، وليس من الصف الثالث كما هي مقررة حاليًا.

وانتقد القراي القيادي في الفكرة الجمهورية التي أسسها الأستاذ محمود محمد طه، ”كثافة الدين في المناهج السودانية“، مشيرًا إلى أن ”جرعة الفقه في المناهج غير مناسبة لأعمار التلاميذ، وأن تعليم الفقه في الدين ليس إجباريًا على العامة“.

واعتبر أن ”وجود الآيات والأحاديث في المناهج العلمية غير صحيح، لوجود طلبة غير مسلمين، إضافة إلى أن الآيات في المناهج تضعف الدليل العلمي“ على حد قوله.

وأكد القراي أنه ”حريص على الدين أكثر من حكومة البشير بألف مرة، وأكثر من تجار الدين“، موضحًا أن هجومهم على تعديل المناهج لن يغير شيئًا.

وكشف أن ”الشعب السوداني سيشارك في إعداد المناهج الجديدة، عبر لجان متخصصة ومناقشات وورش عمل ومراجعات من خلال مراحل متعددة“، مبينًا أن ”المناهج هي بمثابة دستور يحب أن يشارك فيه الشعب، وأن يرى كل موطن سوداني مصلحة أبنائه في المناهج وأن تحقق تطلعات وآمال أبناء الشعب السوداني“.

وأعلن مدير المناهج عن فتح مكتب لتلقي الملاحظات والمقترحات والآراء من كل المواطنين في وضع المناهج، مناشدًا لجان الأحياء وتجمع المعلمين ومنظمات المجتمع المدني أن تنقل رأي الشعب السوداني في المناهج الذي يريد، لافتًا إلى أن ثورة ديسمبر ليس لإسقاط ”الأشخاص“ وإنما لتغيير نظم وسياسات كانت تحكم السودان بطريقة خاطئة.

إرم نيوز

Exit mobile version