قال تقرير لموقع ميدل إيست آي البريطاني إن قوانين الهجرة الصارمة في إسرائيل أفضت إلى سجن الكثير من عائلات العمال المهاجرين من أمهات وأطفال والتهديد بالترحيل.
ويذكر التقرير -الذي أعدته الكاتبة موران ناكار من تل أبيب- أن سلطات الهجرة الإسرائيلية دهمت قبل أسبوعين فقط من بداية العام الدراسي منزل الطفلتين لوري (12 عاما) وشقيتها روز (9 أعوام) عند الساعة السادسة صباحا.
وفي حديث مع الكاتبة، تتذكر لوري أن شقيقتها استيقظت وبدأت تبكي، مشيرة إلى أن شرطة الهجرة بدأت بالصراخ والتهديد بكسر الباب.
وتعتبر لوري وعائلتها ضمن العشرات من عائلات المهاجرين -معظمهم من الجنسية الفلبينية- الذين احتجزوا في مراكز الاعتقال الصيف الماضي بهدف ترحيلهم.
وتقول الكاتبة إن إسرائيل تقبل العمال الأجانب طالما أنهم غير متزوجين وليس لديهم أطفال، وتجدد تصاريح العمل تلقائيا لمدة ست سنوات تقريبا في حالات كثيرة، لكن إذا كان لديهم أطفال فإن التصاريح عادة ما ترفض إلا إذا تم إرسال الأطفال بعد ولادتهم بشهر إلى أوطانهم الأصلية.
والحملة التي تشنها إسرائيل على عائلات المهاجرين شهدت اعتقال أطفال إلى جانب أمهاتهم، كما احتجزت لوري وشقيقتها إلى جانب والدتهما لمدة 14 يوما.
وتقول الكاتبة إن سلطات الهجرة الإسرائيلية احتجزت منذ الصيف الماضي 12 طفلا وعائلاتهم، لكن جمعية أولياء الأمور تمكنت من توفير محامين لهم وإخراجهم قبل عرض قضاياهم على المحكمة.
وتتحدث لوري عن معاناتها في مراكز الاعتقال قائلة إنه من المحزن أن يكون المركز سجنا حقيقيا موصد الأبواب، وتضيف “لم نرتكب خطأ حتى يتم سجننا”.
استهداف النساء
أنجيلا (53 عاما) تقيم في إسرائيل منذ أكثر من عشرين عاما وتعمل عاملة نظافة، وتصف أنجيلا -وهي أم لطفل عمره عشر سنوات- سياسة الهجرة في إسرائيل بأنها غير إنسانية.
وتقول أنجيلا للكاتبة “عندما تصبحين حاملا أمامك خياران: إما الإجهاض أو الولادة وإرسال الطفل خلال شهر إلى بلدك الأم”.
وتضيف أن العديد من النساء يضطررن إلى إرسال أطفالهن بسبب خشيتهن من مخالفة القوانين “ولكن من القسوة بمكان فصل الأم عن طفلها، لأن العلاقة بينهما تتحطم”.
وتشير أنجيلا إلى أن القوانين في إسرائيل “تحظر الحب والزواج، لكن ذلك من حق البشر فقط”، موضحة أن النساء ربما يعملن 24 ساعة يوميا على مدى الأسبوع ويحصلن فقط على يوم واحد عطلة، لذلك فهن بحاجة إلى الرفقة، وفق تعبيرها.
ماري (46 عاما) وصلت إلى إسرائيل وهي في عمر 21 عاما، وقضت عشرينياتها بالاهتمام بمسنة، وتزوجت بفلبيني تعرفت عليه أثناء العمل وأنجبت طفلين.
اعلان
وتقول ماري إن القوانين في إسرائيل تقيد النساء بشكل خاص، وتخلق واقعا يدفعهن للعيش بشكل غير قانوني.
وتضيف “على مدى 12 عاما منذ ولادة طفلتي الكبرى وأنا في حالة هروب من شرطة الهجرة”، مشيرة إلى أنها مضطرة للبقاء من أجل أطفالها الذين يجدون في إسرائيل مدارسهم وأصدقاءهم وصاروا يتحدثون العبرية.
وتقول كاتبة التقرير إن ماري وزوجها يعيشان الآن حيرة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة بعد أن أصبحت شرطة الهجرة أقل مرونة مع العائلات المهاجرة، فرغم أن سلطات الهجرة أبدت تعاونها قبل أغسطس/آب بالسماح للأطفال من فترة الحضانة حتى سن 21 عاما فإنها عادت إلى تطبيق القوانين الصارمة.
وتشير موران إلى أن المهاجرين يجدون تضامنا من قبل أولياء الأمور في المدارس، حيث تظاهروا لمنعهم من الترحيل، مضيفة أن ثمة جهودا تبذل لجمع أموال تساعدهم على دفع تكاليف المحامين الذين يعملون على تأمين إقامة قانونية لهم.
الجزيرة نت