سهير عبدالرحيم: ما هو العيب في أن تدخن فتاة سيجاراً أو شيشة؟

أريد سيجارة
قامت الدنيا ولم تقعد بسبب تداول فيديو لطالبة جامعية تدخن سيجاراً في الشارع العام، الفتاة كانت تقلب أوراقاً بدا أنها جزء من دفاتر محاضرات، في الوقت الذي كانت تستمتع فيه بسيجارتها.
وفوراً خرج علينا الكيزان بأن هذا ما جنته المدنية علينا، وأن هذه ثمار الثورة ونتاج طبيعي للانفلات الأخلاقي الذي حظي به الشباب تحت مظلة الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة، وأن الأمة قد فارقت الدين الإسلامي وهي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه.

وعلى الجانب الآخر انبرى مؤيدو (قحت) إلى تبرير الفيديو بأنه عمل من رجس الكيزان، وأن الفتاة لا تعدو أن تكون كادر أمن طلابي، وأنها فلانة بنت علان بنت فلان ودرست في السنة الكذا بجامعة كذا، وأن هذه التمثيلية القصد منها الإساءة إلى الثورة وتشويه مبدأ الحريات الذي انطلق من منصتها.
ما ينبغي قوله ابتداءً ما هو العيب في أن تدخن فتاة سيجاراً أو شيشة؟ ما هو الإثم والذنب والجريرة؟ ولماذا لا يحدث نفس التفاعل مع شرب فتاة لفنجان قهوة، ذلك على الرغم من أن نسبة الكافيين في فنجان القهوة تكاد تجاور تأثير النيكوتين الذي يأتي بسبب تناول السيجار؟
علماً بأن المادتين تأتيان من نباتين مختلفين ولكن تأثيرهما يكاد يكون متطابقاً، فالإدمان في كل من تأثير الحرمان، والشعور بالراحة عند شرب فنجان قهوة يتطابق مع شعور مدمني السيجار.
وعلى الرغم من أن الأطباء لا يشجعون مثل هذا التشبيه باعتبار أن السيجار يعتبر من فصيلة المخدرات أو أنه ابن عاق لمجموعة المهدئات، إلا أنها تظل من أنواع المكيفات شأنها شأن الشاي والقهوة وإن اختلفت درجة التأثير.
وحتى لا ينبري أحدهم ليقول إنني أمارسهما معاً لذلك أبرر لهذا الفعل، أقول لهم أنا لا اتعاطى أياً منهما لأسباب عدة ليس من ضمنها أبداً أنني آراهما إهداراً للقيم الفاضلة والمبادئ.
رفضي لتعاطي السيجار يعود لآثاره الصحية المعلومة بالضرورة للجميع، وإهداره للمال (هذا طبعاً حسب نوع السيجار)، هذا بالإضافة إلى رفضي أن أكون تحت رحمة اياً كان، أو أن يكون هناك عقار أو مكيف أو حتى إنسان يسيطر عليَّ بحيث لا أستطيع الفكاك منه، أو أن أكون تحت رحمته.
أعتقد أن هذه النظرية تلائمني وليس بالضرورة أن تلائم الآخرين، ولكني أحببت أن أؤكد أن مناهضتي للسيجار لهذه الأسباب، وليس من ضمنها أنها سوء سلوك أو تجاوز للعادات والتقاليد.
خارج السور
ربط تعاطي النساء السيجار باعتباره عاراً وسوء سلوك، فهم بليد وينم عن غباء مستحكم وضيق أفق ونظر معاً.

سهير عبدالرحيم
الانتباهة

Exit mobile version