* حوار البرهان مع قناة الجزيرة عبارة عن انقلاب عسكري كامل الدسم في البلاد .. لم تنقصه إلا الموسيقى العسكرية والبيان الأول!
* البرهان أفتى في السياسة الداخلية والخارجية ومصير الرئيس المخلوع والنظام السابق، وأثبت أن المجلس العسكري لا يزال يسيطر على كل شيء .. وكشف السبب في عجز الحكومة وعدم قدرتها على فعل أي شيء مع السلطة المطلقة التي يتمتعون بها ويتحكمون بواسطتها في كل شيء .. رغم انف الوثيقة الدستورية التي أعطتهم السلطة على القوات النظامية فقط، ولكن واضح جدا انهم استأثروا بكل شيء، ولم يتركوا للحكومة شيئا تفعله سوى الوقوف وحيدة في مواجهة الأوضاع الخارجية والداخلية المعقدة والانهيار الاقتصادي والأزمات المتلاحقة!!
* حتى المشاكل ذات الطبيعة الأمنية مثل الصراع الأهلي الأخير في بورتسودان تركوها للحكومة وحدها ولم يقدموا لها يد العون، وهى عارية لا خيل لها ولا مال ولا حتى اعلام او لسان تهديه للشعب الذى ينتظر منها ان تفعل كل شيء وتنقذه من الحالة المأساوية التي يعيشها، ويوجه لها سهام النقد الحادة كل يوم باعتبار أنها الممثل الشرعي للثورة المجيدة التي رواها بدمه، والسلطات الكبيرة التى وضعتها الوثيقة الدستورية في يدها، بينما هي في حقيقة الأمر لا تملك شيئا، وأن ما كتب في الوثيقة الدستورية بشأنها ليس سوى حبر على ورق، وأن الذى يقرر ويحكم ويتحكم هو المجلس العسكري!
* وليته كان يقرر ويحكم ويتحكم فقط ، ولكنه فوق ذلك يحمى النظام السابق ويقف متفرجا على حملات أنصاره الشرسة على الحكومة، ويغل يدها عن مواجهته وتفكيك بنية التمكين إلا من بعض إعفاءات وتعيينات قليلة جدا لا تسمن ولا تغنى من جوع، تهلل لها وسائل التواصل الاجتماعي وتقيم لها الاحتفالات والمهرجانات ليعيش الشعب والثوار في حالة انتشاء وخداع واوهام بان الثورة تسير في الطريق الصحيح وان كل شيء على ما يرام، بينما تكابد الثورة النزع الأخير على يد عزرائيل المجلس العسكري !!
* يقرر البرهان عدم تسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية وهو يعلم ان ذلك يقف حائلا دون العدالة والسلام ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية والتعاون مع المجتمع الدولي وانفراج الأوضاع الاقتصادية في البلاد !
* يقرر البرهان ان رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب شأن أمريكي ما يعنى عدم إجراء إصلاحات داخلية مطلوبة حتى تتحرك اجهزة اتخاذ القرار الأمريكي لرفع اسم السودان من القائمة وبقاء الوضع كما هو !
* يقرر البرهان البقاء في اليمن حتى لو بقى في الحلف العسكري دولتان وعدم اعادة العلاقات السودانية الإيرانية ما يعنى الاستمرار في سياسة المحاور وانتقاص السيادة الوطنية، وانعدام التوازن في العلاقات الخارجية!
* يقرر البرهان عدم وجود مليشيات للنظام السابق ما يعنى تبرئتها من تهمة قتل المتظاهرين والمشاركة في جريمة فض الاعتصام، ومنع لجنة التحقيق من فتح هذا الملف والقيام بعملها باستقلالية كاملة !
* يقرر البرهان عدم وجود أموال للنظام البائد في الداخل والخارج ما يعنى تبرئته من اتهامات الفساد، ومنع الأجهزة القانونية من القيام بعملها كما يجب!
* يقرر البرهان ان قوات الدعم السريع صارت جزءا من القوات المسلحة، بينما الواقع يؤكد غير ذلك واستمرار استقلاليتها الكاملة والدليل على ذلك وجودها الفعلي، واستمرار سيطرتها على بعض مصادر الثروات الوطنية وبقاء القانون الخاص بها الذى لم يصدر قرار بإلغائه حتى الآن، ما يعنى التراجع عن اعادة هيكلتها ودمجها في القوات المسلحة!
* مع كل هذه القرارات والسلطات التي يتمتع بها البرهان ورفاقه وافصح عنها في حواره مع قناة الجزيرة، ماذا بقى للحكومة غير مكابدة الأزمات والسقوط في مستنقع الفشل الذى يجرها إليه المجلس العسكري واعوانه في النظام البائد ؟!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة