خالف بروفيسور علم الأجنة وزراعة الخلايا في السعودية، الدكتور صالح عبدالعزيز الكريّم، ما هو شائع في العالم الإسلامي، عن وجود علاقة بين غيرة الرجال على نسائهم وأكل لحم الخنزير، وسط توقعات بأن يثير حديثه جدلًا واسعًا.
ونشر الكريّم، مقالًا في صحيفة ”المدينة“ المحلية، اليوم الخميس، عنونه بـ ”لا علاقة بين أكل لحم الخنزير والغيرة“، ووصف فيه مزاعم وجود علاقة بين الغيرة ولحم الخنزير بأنها ”كلام هراء“.
وقال الكاتب السعودي في مقاله:“يتهم البعض الخنزير بأنه سبب موت غيرة الرجال، الذين يأكلون لحمه، على نسائهم ومحارمهم، ويُؤكِّدون أن عدم غيرة الغرب على الزوجات ومحارمهم هو بسبب أكل الخنزير، والبعض الآخر- وهو الأكثر إثمًا وجهلًا- مَن يقول إن بعض المسلمين قلَّت الغيرة عندهم على محارمهم بسبب أن مُكوِّنات بعض الأغذية المستوردة التي يتناولونها فيها شحم خنزير“.
وتابع الأستاذ في كلية العلوم في جامعة الملك عبد العزيز في جدة:“وهذا الكلام هراء لا يستند إلى دليل شرعي، أو بحث بيولوجي، وهو يُمثِّل نموذجًا للموضوعات التي يتحمَّس لها البعض من غير علم ولا سلطان مبين، مثله مثل الإعجاز العددي، ومثله مثل التداوي ببول الإبل..، وذلك كله يصدر ممَّن يقوله حماسًا للدين، بعيدًا عن الشرع والعلم، ومن الحماس ما يُورّث الخطأ“.
وأضاف:“الثابت بيولوجيًا وطبيًا أن الخنزير يُسبِّب العديد من الأمراض العضوية، وهناك قائمة من الأمراض التي تنتج عن أكل الخنزير، ليس محل استعراضها هنا، ويمكن العودة إليها من خلال البحوث والدراسات الطبية، وهي التي تعد فعلًا من أسرار تحريم أكل الخنزير، لأن علة التحريم في الطعام والشراب قائمة على تجنُّب الخبائث كما قال تعالى: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)“.
وأوضح:“ومن ناحية الدراسات السلوكية للجنس، فإن الخنزير مثله مثل بقية الحيوانات، كـ(الأغنام والأبقار والجمال التي أباح الله أكلها)، تمارس الفوضى الجنسية، وعدم الغيرة، وفي المقابل هناك شعوب تأكل الخنزير مثل الصين، ولكنها محتفظة بغيرةٍ عالية على محارمها، كما أن العكس صحيح، فهناك مسلمون لا يأكلون الخنزير، لكنه ميّت الحس والغيرة نحو محارمه، وهناك في الغرب من لا يأكل الخنزير كذلك، وميّت الحس والغيرة“.
وقال الكاتب الكريّم:“إن تفسير الفوضى الجنسية العارمة اليوم، ليس هو إلا الانصراف عن توجيهات الله سبحانه وتعالى، والبُعد عن منهجه الذي جاءت به الكتب السماوية، وأرسل به الأنبياء“.
واختتم الأكاديمي السعودي مقاله بالقول:“بقي نقطة أخيرة تحتاج إلى توضيح، وهي أن الغيرة على نوعين: غيرة محمودة، وهي التي لا ترضى الدياثة في المحارم، مع بقاء الثقة في المحارم وعدم الشك بهن لمجرد أن إحداهن تكلَّمت مع رجل، أو عملت في مكانٍ عام، أو مستشفى.. وغيرة مذمومة، وهي الغيرة الحادة التي تصل إلى حد الشكوك والظنون بالزوجات والمحارم لأتفه الأسباب في الحياة، وهذا النوع من الغيرة مرض، وليس غيرة، ويجب تجنّبه“.
وتناقلت وسائل إعلام محلية، المقال، بجانب عدد من مدوني مواقع التواصل الاجتماعي، وسط توقعات بأن تتبعه نقاشات واسعة وتباين في الآراء بالنظر إلى أنه يخالف آراء دينية لكبار علماء الدين والدعاة السابقين والحاليين حول المسألة.
إرم نيوز