في السابق، كان ينظر إلى تناول الطعام بشكل فردي على أنه أمر غير مقبول ويخالف التقاليد في بعض المجتمعات، وبسبب عوامل عدة، مثل ترويج مطاعم الوجبات السريعة بيع الأطعمة التي يمكن تناولها أثناء التنقل في الهواء الطلق، أصبح الأمر في الوقت الراهن شائعا.
وفي هذا التقرير الذي نشره موقع “آف بي ري” الروسي، تحدثت الكاتبة آنا بيتوخوفا عن كيفية تأثير الأكل بشكل فردي على الصحة النفسية للمرء.
تجارة كبيرة
قالت الكاتبة إن البحوث الجديدة تظهر أن السيطرة على المنتجات الغذائية في جميع أنحاء العالم أصبحت موجهة نحو تركيز الشركات الكبيرة المتعددة الجنسيات التي تعمل على تحقيق أرباح طائلة على اتخاذ القرارات الحاسمة حول كيفية تصنيع المنتجات وبيعها.
وفي هذا الصدد، يعتقد البعض أن هذه المؤسسات الغذائية العالمية ضرورية، بالنظر إلى أن الزيادة في إنتاج الأغذية وتوزيعها شرط أساسي لتحقيق الأمن الغذائي العالمي.
في المقابل، يعتقد آخرون أن هذا النهج المتبع في الإنتاج أدى إلى عواقب وخيمة على معيشة الناس وثقافاتهم وأثر سلبا على البيئة.
في الحقيقة، لا يمكن إنكار أن النظام الغذائي العالمي الذي أنشئ على مدى القرن الماضي غير مستقر. علاوة على ذلك، يعتمد الانتشار المتزايد للزراعة الأحادية، وهي زراعة وإنتاج وتنمية محصول واحد في مساحة واسعة من الأرض أو لسنوات متتالية، اعتمادا كبيرا على الأسمدة الصناعية والمبيدات الحشرية والمضادات الحيوية.
تناول الطعام منفردا من شأنه زيادة الشعور بالوحدة (وكالة الأنباء الألمانية)
تناول الطعام منفردا من شأنه زيادة الشعور بالوحدة (وكالة الأنباء الألمانية)
عصر تكنولوجيا المعلومات
غالبا ما يلوم الناس التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الهواتف الذكية والتطبيقات ومنصات الويب على تغير طبع العلاقات والانفصال عن بعضهم البعض، وخلق عالم تصبح فيه التغذية الانفرادية أمرا شائعا.
علاوة على ذلك، يمكن طلب الوجبات السريعة مباشرة باستخدام الهواتف الذكية إلى المنزل أو مقر العمل، دون الحاجة إلى طهي شيء في المطبخ أو تناول العشاء في المطعم مع الأصدقاء.
وفي الوقت نفسه، تتيح العديد من التطبيقات التواصل بشكل سهل مع الأشخاص الذي يسكنون في بلد آخر بعيد عنا، بينما ننسى في الوقت نفسه التحاور مع القريبين منا.
لا تبق وحيدا
من شأن العيش مع الآخرين أن يساعد على التخلص من الوحدة، ويعطي فرصة قضاء وقت ممتع، وتناول وجبات لذيذة في الطبيعة بصحبة العائلة أو الأصدقاء.
إلى جانب ذلك، يعمل التواصل مع الآخرين على تحقيق جملة من الفوائد الصحية، وتقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل الإجهاد وخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم.
ومما لا شك فيه -وفقا للكاتبة- أن تقاسم الغذاء يمكن أن يغير طريقة فهمنا لاستدامة النظام الغذائي ورفاهية الناس في جميع أنحاء العالم.
الجزيرة