تمضي قيادة قحت في تأزيم المشهد السياسي وجعل المرحلة الإنتقالية فوق برميل من بارود التشفي والإنتقام والإقصاء والكراهية هل تراها وهي تفعل ذلك تتوقع استقرارا وهدوءا وخضوعا وانبطاحا وتسليما بسلطة الأمر الواقع وهل هذا التوقع ناتج عن قراءة دقيقة لطبيعة الشخصية السودانية القلبها حار وما بندار أم ناتج عن دراسة دقيقة لطبيعة الإسلاميين في السودان الذين رضعوا وأرضعوا أجيالهم أن الموت في سبيل مبادئهم أسمى أمانيهم أم هو توقع ناتج عن دراسة لتجاربنا السياسية التي جعلت عزل الشيوعي ينتج إنقلاب نميري وعزل الجبهة الإسلامية ينتج إنقلاب البشير أيها القوم اعقلوا وفكروا بعين العقل لا غين الغبينة حتى لا تذهبوا بالبلاد إلى مرحلة اللاعودة إلا إذا كان إيصال البلاد إلى هذه المرحلة هو فاتورة مستحقة السداد لمحاور إقليمية ومؤامرة دولية !! .
ظهر اليوم الأربعاء تم إستدعاء دكتور علي الحاج الأمين العام للمؤتمر الشعبي على ذمة قضية المشاركة في إنقلاب 30 يونيو 1989 بتهمة تقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب ضد الدولة !!
ثمة أسئلة منطقية هنا بحاجة إلى جواب :
أولا : ما حكم من ساهم في شرعنة هذا الإنقلاب وإطالة أمد حكمه تارة خمس سنوات بإتفاقية نيفاشا وتارة أربع سنوات بإتفاقية أبوجا ؟!
2/ ما حكم من أدى القسم أمام الرئيس الإنقلابي نائبا ومساعدا ووزيرا وواليا ووزير دولة ومديرا لهيئة أو مؤسسة أو مفوضية حكومية إتحادية ؟! .
3/ ما حكم من أدى القسم نائبا أو رئيسا للجنة في برلمان إنقلابي ؟!
4/ ما حكم من صادق وشارك في أكبر جريمة على حد وصفهك ارتبكها هذا النظام الإنقلابي بفصله للجنوب ؟!
5/ ما حكم من فاوض هذا النظام الإنقلابي في منابر متعددة ولم تكن من أجندة التفاوض إعادة الحكومة المنتخبة التي إنقلب عليها وإنما قسمة الثروة والسلطة معه ؟!
6/ ما حكم من تحالف مع هذا النظام الإنقلابي في الانتخابات فتنازل عن مرشحه لرئاسة الجمهورية وصادق على أبشع قانون لجهاز الأمن والمخابرات مقابل تمرير إنفصال الجنوب ؟!
7/ هل في إثارة الحرب ضد الدولة أقبح من التقارير الملفقة عن مصنع الشفاء حتى تم تدميره بصواريخ كروز ؟!
8/ هل في إثارة الحرب ضد الدولة أقبح من تلفيق الأكاذيب عن تجارة الرق والأرقام الفلكية عن إنتهاكات حقوق الإنسان حتى ضرب على البلاد حصار راح ضحيته مئات الآلاف جوعا ومرضا وجهلا وفقرا وما زالت البلاد ترزح تحت وطأته فخسرت مليارات الدولارات في خيانة عظمى وجريمة حرب ؟!
أيها السادة تلك بعض أسئلة علها تذكر الناسي وتنبه الغافل وتيقظ المخدر !!
هذا الطريق الذي تسلكه قحت سينتهي بالبلاد إلى جحيم الصوملة والتمزيق وهذا الإعداد النفسي والذهني والسياسي والإجتماعي للمشهد لهذه النهاية الكارثية ضرب من الجهالة أو من العمالة !!
إن العقلاء من جميع الأطراف مأمورون بالضرب على يد متطرفيهم فلا خلاص من هذا الوضع المحتقن إلا ميم المصالحة فإن بديلها ميم المنازلة وما نرفضه اليوم ونحن في بلدنا وما زالت الأمور بأيدينا قابلة للتصويب سنلهث وراءه غدا في المنافي والملاجئ بعد بحور من الدماء والدموع فرحماكم بمحمد أحمد الذي أنهكه الفقر والجوع !!
د.محمد علي الجزولي
رئيس حزب دولة القانون والتنمية