] يفتأ ود عبدالماجد ومحمد وداعة ومن لف لفهما من عشاق (الراكوبة في الخريف) المسماة بقوى الحرية والتغيير ، يفتؤون يذكروننا بحرية التعبير التي نتمتع بها الآن بالمقارنة مع ما كنا نتعرض له من تضييق على صحيفتنا وقلمنا خلال فترة الانقاذ ، ولم نغالطهم البتة بل بصمنا بالعشرة ان حرية الصحافة – دون غيرها من الحريات – افضل بكثير من مثيلتها في النظام السابق بالرغم من التبرم والضيق الشديد الذي تضج به تصريحات الوزير فيصل محمد صالح كل حين حول (سيطرة المعارضة على الصحف) وبالرغم من احتكار احزاب قحت وقياداتها للاجهزة الرسمية من تلفزيون واذاعة بدون أدنى فرصة لصوت معارض وهو للاسف ذات السلوك الذي تمارسه قحت بسيطرتها على جميع السلطات سواء التنفيذية او السيادية -مناصفة مع المجلس العسكري- بالاضافة الى المنظومة العدلية خاصة النائب العام الذي اكاد أجزم انه (مرمط) العدالة ، من خلال سلوكه المهني ، في التراب ومارس من الانحياز ما لا اظن سابقيه منذ الاستقلال فعلوه كما ان قحت اعملت اسيافها – ولا تزال – في المناصب العليا في الخدمة المدنية ، احلالا وابدالا بصورة ظالمة وقاسية تثير الغثيان ولن انسى بالطبع السلطة التشريعية التي استأثر بها القحتيون بصورة مطلقة ونصوا على ذلك في وثيقتهم الدستورية الغريبة والعجيبة، ولم لا يفعلون ذلك وقد توهموا انهم امتلكوا السودان وشعبه بشهادة بحث مسجلة ربما في المنظمات الاممية!
] اقول لعشاق قحت إنها لم تنصف في مضمار الحريات التي اعملوا لكبحها قانون الطوارئ الذي لطالما رفضوا اقراره خلال النظام السابق والذي استغلوه للتنكيل بخصومهم تشفيا وانتقاما بدون محاكمات وحتى عندما تأمر النيابة باطلاق سراح المعتقلين بالضمان يرفض قرار النيابة في سابقة للظلم والتشفي لا اظنها حدثت في تاريخ السودان ، فما اجرأ هؤلاء على الله وعلي الشعب وعلى التاريخ؟!
] وداعة كان الاحرى به ان يتعظ بتجربة استئصال واجتثاث كبيرهم (حزب البعث العراقي) وما نتج عنه من اضطراب دفع العراق وشعبه ثمنه غاليا وهم وغيرهم من بني قحتان يطالبون اليوم بحظر المؤتمر الوطني رغم انف شعار الحرية المفترى عليه ورغم ما جره حل الحزب الشيوعي السوداني على السودان ورغم ان المؤتمر الوطني لم يحظر ويصادر احزابهم انما كانت قياداته تحضر مؤتمراتهم التي كانوا يعقدونها في قاعة الصداقة ، فايهما اكثر ديمقراطية قحت ام الوطني؟!
] هل هذه هي الحرية التي يدافع بها وداعة وود عبدالماجد وغيرهم عن حكومتهم التي جاءت عقب ثورة رفعت شعارات حرية سلام وعدالة ثم الا ينبغي ان يكف عاشقو قحت – ظالمة او مظلومة – عن عقد المقارنة وكان الثورة جاءت لتكرار ممارسات العهد السابق؟!
] ارجو ان اوجه هذه الاسئلة كذلك الى رجال في قحت كنت اظنهم من الاخيار ومن اصحاب المبادئ واخص الامام الصادق المهدي والمهندس عمر الدقير فالتاريخ لا يرحم.
] ليت وداعة الذي كاد يتميز غيظا من نقدنا لقحت بل والذي هددنا وتوعد صحيفة (السوداني) ورئيس تحريرها لانها نشرت لاحد الكتاب مقالا اغضبه، ليته والوزير فيصل يسائلان نفسيهما لماذا كانا على الدوام معارضين للنظام السابق ولم يروا فيه حسنة واحدة ولماذا لا يرضون الآن كلمة واحدة ناقدة لاحبابهم في قحت رغم كل مخازيها التي تنكرت بها على كل مبادئ الثورة؟!
] اقول إن ود عبدالماجد ووداعة وامثالهما لا يرون اي عيب في قحت فعين الرضا لا تراها الا مبراة من العيوب بالرغم من انها ترتكب من الآثام والموبقات والجرائم والظلم ما عز نظيره في التاريخ.
] اقول لادعياء الحرية جميعا ان المبادئ لا تتجزأ ولا تقبل القسمة على اثنين كما أن الظلم ليس له وجه واحد انما عدة وجوه.
] ود عبدالماجد خصص مقالا كاملا في الهجوم على شخصي كوني نلت من قيادات قوى الحرية والتغيير واسميت بعضهم بديك العدة وبغيرها من التعابير المستوحاة من ادبنا الشعبي واستنكر ان نطلق بعض هذه الصفات على رجال ونساء يحملون درجات علمية باذخة ناسيا ان (القلم ما بزيل بلم) عند بعض المتعلمين الذين لا يحسنون التصرف او الذين لا خبرة لهم في الحياة او في العمل الاداري ممن دفعت بهم اقدار التمكين الجديد الى مناصب ما كان من الممكن ان يحلموا بها في غير سودان العجائب في عهد دولة (الكفوات) التي تزيح رجلا كالدكتور السفير والخبير القانوني الدرديري محمد احمد من وزارة الخارجية لتنصب اسماء التي لا تستحق درجة سفير ناهيك عن وزير يمثل السودان في المحافل الدولية ويفاوض وينافح عن حقوق السودان في مواجهة صقور لها مخالب وربما انياب تمثل دولا اخرى ، كما تزيح عالما وفقيها دستوريا كدكتور محمد احمد سالم لتضع مكانه تلميذه نصرالدين عبدالباري عديم الخبرة والكفاءة والذي بدا عهده بالدفاع عن العلمانية بل وعن المريسة ثم تبدل معتز موسى بخبراته العملية الجمة بوزير المالية الحالي البدوي الذي اتضح ، بعد وقوع الفأس في الرأس، انه مجرد باحث عديم الخبرة العملية في ادارة الازمات والشؤون المالية بالرغم من وجود عشرات من امثاله تقلدوا مواقع في صندوق النقد وفي البنك الدولي والمؤسسات الدولية ورفدوا ذلك بتقلد مواقع تنفيذية في وزارة المالية كوزراء ووكلاء وزارات.
] لقد والله انتقل استغرابي من هؤلاء الوزراء الذين تبين هزالهم المعرفي وانكشف ضعف ادائهم وخبراتهم الى حمدوك الذي اراه صابرا ينظر الى سفينة الوطن تغرق في بحر متلاطم الامواج ويظل سارحا وكانه مخدر او مشلول وعاجز عن الفعل والقرار!
] وزارتان توشكان ان تذبحا البلاد من الوريد الى الوريد (وتغطسا حجرها) هما الخارجية التي تواجه هذه اللحظة مشكلة سد النهضة التي لا ندري ما حدث بشانه في وكر التآمر – امريكا- التي حشرت انفها في شأن ذلك الملف الخطير الذي لا تدري وزيرتنا المسطحة عنه اكثر مما يعلم راعي الضان في بادية البطانة!
] الملف الثاني هو وزارة المالية بعد ان اغلقت خزائن العالم في وجوهنا مثلما اغلق الكفوات من وزرائنا خزائن الداخل جراء اخطائهم الكارثية.
] والحديث ذو شجون!
الطيب مصطفي
زفرات حرة
الانتباهة