المسرحية (٢)
ونمضي.. فنحن الأسبوع الماضي نقول.
( من يؤلفون المسرحيات يقدمون الشخصيات في أول صفحة. ويقدمون تعريف بالشخصيات.)
ونحن نقدم تعريفاً لمسرحية السودان الآن..
ومن الشخصيات…
علي الحاج..
وعلي الحاج يطلب تقديم البشير للجنائية.. بتهمة الانقلاب على الديمقراطية..
وعلي الحاج سكرتير الجبهة الإسلامية.. التي صنعت الانقلاب. يجمع بين إيمانه بالإسلامية. / كان سكرتيراً للجبهة أيام الانقلاب./ وبين إيمانه بالديمقراطية..
علي الحاج يجمع هذا وهذا. بأسلوب الشاب في حكاية العصر العباسي..
وفي الحكاية…
الشاب يجعل جارية من الجواري تحبل.. ويأتي الى أبيه صارخاً..
يا أبتي.. لابد أن تشتريها لي. فإن ما في بطنها هو ابني.
والأب يشتري..
ثم ثانية ورابعة وعاشرة..
والأب.. عندها يصرخ به..
أيها الأبله .. ما دمت مبتلي بالزنا فلماذا لا تعزل..؟؟
قال الشاب.
يا أبتي لا استحل العزل. العزل حرام..
وجمع علي الحاج في اشتراكة في الإنقاذ وبين حرصه على الديمقراطية. هو نسخة حديثة من حكاية الشاب هذه..
وعلي الحاج. شخصية من شخصيات المسرحية السودانية..
ومن الشخصيات.. الأسبوع الماضي.
محمد ضياء الدين.
والسنهوري.
وسلك
ومن الشخصيات الحديثة عن انقلاب رمضان ١٩٨٩. وهناك علي الريح.
وعلي الريح يهرب بعد فشل الانقلاب.. والتحقيق يقود العيون الى من كان يخطط للانقلاب..
وانقلاب رمضان يفشل.. والرجل عضو البعث العراقي. وحتى يغطي على فشله أمام صدام. يدبر انقلاباً في موريتانيا. والانقلاب يفشل.
وبعد سقوط بغداد.. يختفي مع المليارات..
وحديث في مصرف إيطالي يكشف أنه الآن ملياردير.
ومن الشخصيات..
محمد ضياء الدين
ومحمد .. ما يعيده الى العيون هو لجنة يقودها وصرخة يصرخها في اجتماع الحزب الشيوعي قبل أسبوع.
في الاجتماع..
السيد ضياء الدين.. يصيح. أسمعوا..
إن نحن فقدنا الحكم الآن. فلن نجده حتى القيامة .
ومحمد والسنهوري يقودان لجنة وساطة .
ولجنة الوساطة اندفاعها وكبكبتها.. أشياء تصبح شاهداً. على أن الشيوعي الآن يترنح..
والوساطة.. والاجتماع الصارخ قبلها. أحداث.. ما يطلقها كان هو حديث شاب. يسمى سلك..
وسلك في حديثه. كان. يجذب كل أكاذيب الشيوعي الى الأرض. ويعلق الفاس فوق كتف كبير الأصنام ..
وحديث سلك .الذي كان يجري أمام مجموعة صغيرة. كان شيئاً يمكن أن يسكت الناس عنه. ويذهب في الهواء . لكن شعور الشيوعي الآن. لأن أرجله في الهواء. شعوراً يجعل الشيوعي يصرخ..
ومحمد والسنهوري. يصبحان لجنة وساطة عند سلك وعند الأمة. وعند الآخرين للسكوت..
والشيوعي.(قحت). يطلق قراراً بالسكوت. يسمونه ضبط الخطاب الإعلامي. بعد أن أصبحت تصريحات الوزراء. سلسلة من الكوارث.)
والاجتماعات السرية الأسبوع الماضي للشيوعي. تبحث عن السكوت بضرب الإعلام المضاد
لكن ما لا يمكن ضربه هو خطاب الشفيع./ الجناح الآخر من الحزب./ الذي يلقيه الخميس الأخير في الأزهري رداً على خطاب سكرتير الشيوعي. الخميس الأسبق.
والشفيع يفعل بالحزب ما لم يفعله الإعلام.
الشفيع قال.
لا عبور بالسودان إلا بمساومة تاريخية تلبي طموحات الإسلاميين واليسار.
وإن مشكلة صلة الدين بالدولة لن تحل إلا بمساومة تاريخية. (والشفيع يعلم أن الإسلاميين لن يقبلوا بنص إسلام ولا تسعة أعشار إسلام.)
وفي ندوة الزعيم الأزهري.. الشفيع يحدث هناك ليقول:
اذا لم تتم مساومة بشكل يلبي طموحات الخيار الإسلامي وطموحات أصحاب الدولة العلمانية.. فلا عبور بسلام
قال:
ليس عندنا مشروع وطني.
قال :
ليس عندنا نقاط للاتفاق عليها.
قال:
المساواة في القانون.(وليس أن تنجُر كل جهة حاكمة ما يناسبها من قانون) .
قال :
لا علاج للأزمة دون مشروع لكل الناس ولا عزل. (المعروف أن الشيوعي يعزل الإسلاميين)
قال :
الناس زهجت من السياسة بشكلها القديم…
وحديث الشفيع كأنه رد على حديث سكرتير الحزب الشيوعي الخميس الأسبق
والشفيع. كأنه يلحن ويغني ما يقوله شباب الشيوعي الآن… فمجموعات قوية الآن تسخر من لغة الحزب المكعكعة التي تركها الناس منذ الأربعينيات
..
أستاذة رغد ..
في المسرحيات لابد من دقايق هزلية
وفي مسرحيتنا أن الشيوعي حين يرسل مندوبيه لإسكات السيد سلك. يقول لهم هذا .
إن لم يعتذر لنا سكرتير الحزب.. لن نسكت.
في اجتماع آخر يصيح أحدهم ليقول:
إبراهيم الشيخ. ناس نافع أعطوه مصنع جياد للحديد لعشر سنوات. (الرجل يتهم إبراهيم الشيخ.) وصاحوا. أسكت. أسكت
وفي اجتماع آخر .. أحدهم يصيح. . سلك هو ابن أخت جمال الوالي. وهذا يعني…
قالو أسكت. أسكت
وفي لقاء آخر شيوعي آخر يصيح
الدقير لما كان معتقلاً.. كان الاعتقال مجرد غطاء لشيء مع صلاح قوش.. وأن حزب المؤتمر السوداني لم يكن كله من الكيزان فهم ٥٠٪
وفي لقاء آخر. يصيح آخر.. الصادق المهدي يعد منذ الآن للانتخابات..
وفي لقاء آخر.. شيوعي آخر يصيح. صديق يوسف لابد من أن يكذب نفسه في الصحف.. وأن يعلن أنه سوف يقاضي الجريدة التي نقلت حديثه.
في أنس آخر. قالوا:
الشفيع حديثه صحيح. والشيوعية القديمة تجمدت .
قالوا.
والشفيع يجدد بأسلوب الترابي.
أستاذة رغد ..
تسجيلاتك وصلت إلينا
ولعلك كنت مع الحشد أمام محكمة البشير أمس الأول.
وهناك.. هياج ساخن وبعض النساء يبكين.
كل هذا ليس أكثر من تعريف لشخصيات المسرحية السودانية الآن..
ونطلق المسرحية.. في الأيام القادمة..
اسحق احمد فضل الله
الانتباهة