عندما عقد مؤتمر جوبا حول السلام في السودان الشهر الماضي كنت أعتقد أن قضيتي (شرق) السودان – وكوش في (الشمال ) أدخلتا قسرا من قبل أقوياء الجبهة الثورية في المناطق (الثلاثة ) لتحسين صورتهم القومية وتعزيز تفاوضهم باسم الهامش السوداني في انتزاع أكبر مكاسب ممكنة لمناطقهم الثلاثة (دار فور- جبال النوبة – النيل الأزرق)…وإن التمثيل الرمزي لقوي الشرق وكوش في الجبهة الثورية هو مجرد ديكور وتحلية سياسية للصورة التي سوف يصدرها الرفاق الي النطاق المحلي والإقليمي والدولي للإيحاء أن مشاكل هامش السودان حلت بأيديهم …!!! …لكن من خلال زيارات وفدي الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة بقيادة الأمين داوو د- وعدد من قيادات حزب مؤتمر البجا المعارض -للداخل السوداني …ظهر جلياً بما لايدع مجالا للشك أن هناك مسارا مستقلا للشرق…وأن مفاوضات جوبا لا تجب ما قبلها كإتفاقية سلام الشرق…وأنما ستبني عليها ويستفاد من قصورها واخطاءها وكبواتها وسلبياتها وكل ما لازمها من تشوهات ومعوقات وفشل في التطبيق…والأخوة القادة من أبناء الشرق في الجبهة الثورية من خلال احاديثهم وتصريحاتهم ولقاءاتهم أكدوا علي جمع وحدة كلمة الشرق -وأنهم منفتحون على كافة القوى السياسية والاجتماعية والأهلية والمدنية والثورية الشرقية لرسم إطار الحوار وتخطيط بنود التفاوض بما يلبي مطالب وتطلعات شرق السودان… وأكدوا مرارا انهم ليسوا طلاب سلطة وهواة حرب…وأعتقد هذه روح إيجابية منهم مشكورين فقدناها سابقاً…كما أمل ان يدخل مفاوضوا الشرق بالجبهة الثورية أجواء المفاوضات بورقة تفاوضية موحدة يعدها متخصصون ويجمع عليها أهل الشرق – ويكون تحقيقها هو الفيصل والحكم في نجاح التفاوض…ومن ثم تطبيق واحترام مبادئها وبنودها علي أرض الواقع…وحتى يكون ما ينتج عن هذا المسار ناجحا يجب يكون مضمونا من الأمم المتحدة ومصونا ومحروسا من المجتمع الدولي والإقليمي والمحلي-وان توضع بنود احترام وتقديس الاتفاقية نصا وروحا وتطبيقا في الدستور السوداني القادم…والبرتكولات الحاكمة للفترة الانتقالية الحالية…وأنوه هنا ان أكبر عائق لحل مشاكل اهل الشرق ، أهم ساسة الشرق وخلافات الطواحين الهوائية المعنونة(يا فيها يا نطفيها ) فياساسة الشرق حكموا صوت العقل والمنطق فمن كان منكم مشاركا النظام الساقط فيتراجع قليلا ليفسح المجال لإخوته الأخرين حتي ينجحوا فيما فشلتم فيه -وارجوا منكم ايها الساسة النزول من علياءكم -الي محطة اتفاق الحد الأدنى- من أجل انقاذ انسان الشرق الغارق في مثلث الفقر والجهل والمرض. والتعاطي بإيجابية مع ما يطرح من حلول توافقية فهذه فرصة تاريخية نادرة بعد تطاول واستكبار مركزي قاهر -لاحت في الأفق- يجب اغتنامها باحترافية ووحدة ووعي ورشد سياسي وطني مسؤول ، لرفع ركام التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي عن كاهل الشرق !!!
عثمان همد …ود أبيب …