دعوني أرسل الألحان بيضا
مموسقة مدوزنة عنودا
دعوني أنثر الأفراح شكرا
هديل الشعر قد أحيت لبيدا
? في زمان القحط والانحطاط، تندثر المعاني الجميلة، وتتضاءل الصفات العظيمة، ويكثر النفاق، ويستشري الشقاق، وتسوء الأخلاق، يتقزم العمالقة، وتتعملق الأقزام، ويسود الرويبضة والدهماء، ويظلم أهل الفضل والعلماء. وها نحن في السودان نعيش هذا الزمان، حيث ساد البلاد جهال قحط، وتحكم فيها أذناب اليسار، وعمتها فوضى التتار، وأحاطت بها نذر الدمار.
? وفي خضم ذلكم البؤس والقنوط، أطلت علينا (هديل) مثل نبع الماء الرقراق في صحراء الجدب والنفاق، فأحيت أقواما عطاشا، أصابهم سهم غادر، من يساري فاجر، فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع مما سمعوا من الظلم، ولكن هديلا مسحت عنهم الدموع، وأضاءت لهم الشموع، فبوركت أبنتي حيثما حللت، وحفظك الرحمن أينما كنت، فقد جئت تحملين التهليل بشرى، جئت نفحا عبقريا، فاح نشرا، ضاع عطرا، أثمل الأرواح طيبا، ضوع الأنفاس سحرا، فهزجنا وانتشينا، وكذا الأرواح سكرى، وشدونا في ابتهاج، إن بعد العسر يسرا.
? عفوا معشر القحطيين واليساريين، لن نسمح لكم بالفرح معنا بإنجاز ابنتنا هديل، لأنكم قد قتلتم الفرح في دواخلنا، فهديل فازت في (تحدي القراءة العربية) وأنتم قد لفظتم (العربية) من وثيقتكم الدستورية الغبية.
? عفوا سيدي جهلول التربية والتعليم، لن نمنحكم شرف تكريم أيقونة اللغة والحجاب، هديل التميز والوقار، لأنك أهنت من علموها لغة الضاد وطعنتهم طعنة نجلاء، أصابت خاصرة العلم والعطاء، ولن يغفروا لك هذه الجريمة الشنعاء، ما دامت الأرض، وما بقيت السماء.
✏ بقلم (د. ود نمر)
الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠١٩م