كانت المفاجأة من نصيب جميع من حوله، إذ لم يتصور أحد أن شابا مفتول العضلات يمارس الرياضة بانتظام والذي لم يتجاوز منتصف الثلاثينات بعد قد يصاب بمشكلة صحية ما، خاصة أنه يذهب لصالة (الجيم) الرياضة مرتين يوميا بالصباح للتدريب العضلي وبالمساء للعب الملاكمة. ولكنه كان قدر الممثل المصري هيثم أحمد زكي الذي توفي مؤخرا إثر إصابته بهبوط حاد بالدورة الدموية مما تسبب في صدمة بالشارع.
فبعد محاولات عديدة للاتصال تلفونيا بالممثل الراحل من خطيبته وأصدقائه خلال وجوده بشقته بمنطقة الشيخ زايد، ولما لم يرد انتقلت قوة من الشرطة لمنزله ليجدوه ملقى بملابسه داخل شقته وقد فارق الحياة.
المثير هنا أن التقرير المبدئي للطب الشرعي وبعد تشريح جثمان نجل الممثل الراحل أحمد زكي، ذكر أن الوفاة طبيعية بعد متاعب صحية أصيب بها زكي تمثلت في إصابته بمغص بالبطن وتقلصات مما رجحه التقرير المبدئي للنيابة بتناوله مكملات ومقويات عضلية وبحسب ما ذكره نقيب الممثلين أشرف زكي.
نقيب المهن التمثيلية
ولكن ما هو خطر المنشطات والمكملات الغذائية على الصحة؟
هذا ما يجيب عنه الدكتور أحمد عبد الفتاح نصير أخصائي العلاج الطبيعي وإصابات الملاعب والذي قال للجزيرة نت إن الإقبال على المكملات الغذائية والهرمونات والتي تكون في صورة حبوب أو حقن أو مواد بودرة تضاف للمشروبات كبودرة الأحماض الأمينية بات ظاهرة منتشرة في البلاد.
وأضاف نصير أن مبعث هذه الظاهرة رغبة الشباب في الوصول إلى قوام ممشوق وإبراز العضلات في أقصر وقت ممكن وهو السبب الذي يجعل القائمين على صالات الرياضة يتجهون لبيع تلك المنشطات كنوع من “البيزنس” الإضافي بجانب رسوم الاشتراك في الوقت الذي تعاني فيه مثل تلك الأماكن من غياب رقابي.
ولفت إلى أن المنشطات تنقسم إلى أنواع، فهناك المنشطات الهرمونية كتناول هرمون الستيرويد وهو نوع من الهرمونات الذي برغم دوره في زيادة الكتلة العضلية وتغيير شكل الجسم فإن أضراره مدمرة للصحة بداية من التسبب في ارتفاع ضغط الدم وحتى التأثير على عضلة القلب والتسبب بهبوط القلب وتصلب الشرايين ومشاكل بالجهاز العصبي والكبد والضعف الجنسي، هذا غير الإصابة بالأمراض المزمنة كالسرطان وقد يصل الأمر للوفاة.
وتتوافق الإصابة بالأعراض السابقة مع تناول نوعيات أخرى من الهرمونات على غرار هرمون النمو وهرمون الذكورة، وهي نوعيات أخرى مشهورة في عالم كمال الأجسام بصالات الرياضة والرياضات التي تعتمد على العضلات.
مكملات مغشوشة
من الصعب تحديد طبيعة المكملات الغذائية وما إذا كانت موثوقة أم لا، فهناك مكملات مغشوشة بالسوق يتم تداولها وضبطها وقد تكون مصنعة محليا ولا يتم استيرادها، وتضاف لها مواد مجهولة التركيب والمكونات بالنسبة لمن يتناولونها.
وبرغم تشكيل المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات لكنها لم تثبت دورها بمصر بعد، فهي ما زالت مؤسسة حديثا كما أن المعمل المصري الخاص بتحليل العينات والمنشطات لم تتم الموافقة عليه بعد من المنظمة العالمية لمكافحة المنشطات، بحسب حديث نصير للجزيرة نت.
قانون تجريم
ويبدو أن البرلمان لم يعط بالا لأهمية قضية المكملات الغذائية سوى مؤخرا وبعد وفاة هيثم زكي، وهو ما يكشفه لنا المهندس فرج عامر رئيس لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان الذي أوضح في بيان تداولته مواقع الأخبار المحلية تقديمه مشروع قانون تجريم المنشطات الرياضية والتي تباع داخل صالات الرياضة، في دور الانعقاد الماضي. ورغم أهمية المشروع لكن لم تتم مناقشته داخل المجلس.
وأكد عامر أنه سيعيد طرحه بدور الانعقاد الحالي لتكون عقوبة الاتجار من 3-15 عاما سجنا، مبينا على خلفية واقعة وفاة هيثم زكي أن المنشطات لا تخضع للرقابة رغم أن من بينها أنواعا خطيرة تحتوي على هرمونات ضارة وتُبَاع داخل مختلف صالات الرياضة دون رقيب.
وقالت استشارية التغذية العلاجية الدكتورة وفاء السيد وافي: توجد نوعيات مختلفة من المنشطات الهرمونية مثل هرمون النمو والتستوسيترون وهي من الهرمونات التي تسبب أضرارا صحية، ولهذا فإن تناولها يكون في العادة بصورة ضئيلة ولكن الأخطر هنا هو هرمونات الأمفيتامين والسترويدات والتي تؤثر في ضغط الدم وعلى القلب مما قد يؤدي إلى الوفاة حال الإجهاد البدني أو العضلي في ظل التعود على تلك الهرمونات.
وتعد مصر مرتعا لمحاولات تهريب وبيع وتداول الأدوية المغشوشة والمهربة لا سيما المكملات الغذائية، ففي الشهر الحالي وخلال يوم واحد فقط تم ضبط طنين من المكملات الغذائية المنتهية الصلاحية والمرتجعة من الأسواق داخل مصنع بالإسكندرية قبل إعادة بيعها وتوزيعها بالأسواق.
كما سجلت كميات كبيرة من الضبطيات خلال الأشهر الماضية تضمنت منشطات ومكملات محظورة مثل ضبط ألف حقنة إفدرين بالقاهرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وهو مستحضر يعمل على زيادة الأدرينالين ومستخدم للتخسيس وهو سيئ السمعة ومعروف عنه تسببه بالموت المفاجئ.
كميات هائلة
ويرى مدير معهد القلب محمد أسامة أن المكملات الغذائية بما تحتويه من تركيزات للعناصر الغذائية لا يوجد لها أي ضوابط، فهي تحتوي على كميات هائلة من العناصر الغذائية والتي لا يتقبلها الجسم. ولكن حينما يجبر على تقبلها فهذا أدعى للدخول في مشاكل صحية نظرا لتغير طبيعة الجسم، ويتطلب ذلك وجود رقابة من القطاعات الصيدلية.
وأضاف أنه لا يوجد معلومات طبية لدى المدربين بصالات الرياضة حول طبيعة المواد بالمكملات وكميتها ومدى وجود مواد هرمونية بها من عدمه، فتناول الهرمونات بأي كمية ضار حتما.
المصدر : الجزيرة