حسين خوجلي: خذوا حقكم من وزراء قحط عاجلاً فانهم في الآجلة من المفاليس !

يبدو ان المخطط المرسوم بدقة لاشانة سمعة هذا الوطن الجميل وهذا الشعب النبيل من قبل وزراء قحط يجري على قدم وساق ففي الوقت الذي لم يفق فيه الشعب بعد من اتهام وزير العدل لأهل التقابة وكسوة الكعبة بدارفور الطاهرة بأن المريسة من ثقافتهم التالدة حتى فجعنا الشيوعي الرشيد يعقوب على ذات القنوات بان قوانين الشريعة من مخلفات القرون الوسطى وقد آن الاوان لفصل الدين عن الدولة وواد الاسلام السياسي وشاركه في العزف النشاز المدعو القراي الذي يشيع ليل نهار بلسان محمود القتيل بان رسالة السماء على يد المصطفى ما عادت تصلح للقرن العشرين وقد اوفت مراكز الاستلاب بوعودها ففرضت الاول اماما لاعلام وثقافة بلادنا والثاني مفتيا بمناهج ابنائنا، ولحق بهم وزير الاوقاف عمدة حارة اليهود الموعودة فهذا قد ادعى ان واجبه الشرعي يفرض عليه عدالة ً ان يبحث عن عبدة الاوثان والحجارة لاحظوا معنا انه يبحث عنهم وليس انهم يبحثون عنه وقد جاء في اخبار الملل والنحل ان هنالك بعض الغلاة من جبال الشام يعبدون عورة المرأة وللمعاملة بالمثل نطلب من فضيلته البحث عنهم فقد يكونوا قد تسللوا لبلادنا خلسة ولعمري فان عورة المرأة اولى بادارة متخصصة في وزارة الرجل فهي اشرف من الحجارة والاوثان وادعى لرضا واضعي وثيقة سيداو . اما دور دكتور اكرم ابن الاكرمين المنشفيك علي التوم وحاجة كاشف ولهذه الميزة النسبية وحدها اختير وزيرا فقد انتقل من باب الصغائر الى باب الكبائر فتبرع بالمعلومة الساذجة لهيئة الصحة العالمية ومنظمة الزراعة وحقوق الانسان والمنافسين لاسواقنا حين ذبح سمعة ثروتنا الحيوانية من الوريد الى الوريد وبعثر دولاراتها الغاليات في اتون العدمية والنسيان وجاء تصريح وزير المالية الذي تبرع بمنتهى الاريحية لرويترز بان ما بايدينا من عملة صعبة لا يكفي الا لعدة ايام او بضعة اسابيع وان قارون المعاصر ان لم يسعفه بخمسة مليار دولار فان الاقتصاد السوداني مهدد بالانهيار وقد التقط السماسرة تسجيل رويترز المخبوء فطاروا بالدولار لما بعد الثمانين حيث يشترون ولا يبيعون وكانت ثالثة الاثافي تصريح الماركسي محمد الامين التوم وزير التربية والتعليم صاحب اشهر عاهة فكرية في تاريخ السودان السياسي فبعد ان كان مؤذنا لداخلية الزبير بحنتوب في الخمسينات وكان امامه المهندس صديق محمد احمد امد الله في عمره، كان داعية ملتزما ومتزمتا للاسلام سبق عليه الكتاب فعاد من انجلترا ماركسيا متطرفا حيث كان صاحب الدعوة المشئومة في مايو بابعاد اشهر ثلاثين استاذا جامعيا من جامعة الخرطوم حيث كان العباقرة يومذاك اندر من الماس واليورانيوم فهو الذي طالب بمذكرته اللعينة بابعاد البروفيسور عبد الله الطيب والبروفيسور دفع الله الترابي والبروفيسور محجوب عبيد واخرين بل انه وقع وثيقة الدم التي اسموها وثيقة العهد والميثاق لمايو الحمراء وامامهم جعفر نميري تمهيدا لقهر الحريات ببلادنا واطلاق هوجة التصفيات والتطهير الذي يمارسونه اليوم بلا وزارع ولا ضمير وما اشبه الليلة بالبارحة. لقد كانت اخر مخازي محمد الامين التوم اغتيال سمعة اشرف الشهادات العربية والافريقية الشهادة السودانية المعترف بها داخليا وخارجيا وكانت القاعدة الصلبة لصعود ابنائنا في ميدان العمل والمنافسة في كل عواصم العالم قام محمد الامين التوم المطموس الهوية والنوازع بعد ان سبق عليه الكتاب باصدار تصريحه الاجرامي الذي ادعى فيه بان الشهادة السودانية مزيفة وغير حقيقية وتطبخ بليل لقد اغتال هذا المقهور كل الذي صنعه الرجال والنساء الاوفياء منذ مائة عام وبتر بمدية صدئة كلما حفظناه في فؤادنا بالعناية والتزكية والمثال ونثره مجانا على قارعة سبيل الشيطان. ومازال ثيران قحط يحطمون كل الخزف المنمنم بالاشراقات الوطنية في مستودعنا الجمالي الكبير. انها حقيقة وانا بها زعيم بان الذي يقوم به هؤلاء من تقبيح وتشويه بسمعة بلادنا وتبديد مقدراتها مؤامرة مدفوعة الثمن ولأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح فانه يتوجب على الاغلبية من ابناء شعبنا المنكوب والصابر من مدنيين وعسكريين وشباب ثائر ان يدرؤوا مفاسدهم الآن الآن بالانتخابات المبكرة فهم من ملة لا صلاح فيهم ولا مصالح انهم من اقلية تجريدية شاتمة وناقدة والوا الاتحاد السوفيتي العظيم فلم يقيموا مصنعا ووالوا العراق الثري فلم يقيموا معهدا ووالوا الناصرية الممتدة فلم يقيموا مزرعة، نعم عاجلوهم في العاجلة قبل ان يتبدد السودان وقبل ان تمتليء الانفس بثقافة الكراهية والصراع لان الصراع عندهم علم وجدل اولى بالتحقق العارم الذي يضارع اللهيب نعم باغتوهم في العاجلة قبل الاجلة وصححوا اخطاء التاريخ واجتهادات الغفلة. وقديما استفتى احد عامة المسلمين الامام حسن البصري بقوله ان لي مالاً يا شيخ الاسلام عند بني امية وقد سوفوا في دفعه حتى ارهقوني فهل اوالي المطالبة ام اخذ حقي منهم يوم البعث العظيم؟ فقال الامام البصري ضاحكا : خذه الان يا رجل لانهم في الاخرة من المفاليس!

حسين خوجلي

Exit mobile version