من حفر حفرة لأخيه وقع فيها

خلال الثلاثون عاما من حكم الإنقاذ – بإيجابياتها وسلبياتها – سخرت المعارضة كل هذه المدة في الكيد للإنقاذ بغرض هزيمتها وافشالها ومحاربتها في كل الميادين ، ولم يكتفوا بذلك بل تآمروا مع أعداء الوطن من دول ومخابرات ومنظمات وسلموهم وثائق وادلة وإفادات تؤيد ادعاءاتهم ( معظمها طبعا مفبرك وكاذب)، والدول المعادية للإسلام طبعا وجدت في هؤلاء العملاء والخونة مخلب قط لتنفيذ اجندتها ومصالحها في تكبيل المارد السوداني الذي بدأ ينطلق حينها ( طبعا هذا لا ينفي ان هناك أخطاء فادحة وقعت فيها الإنقاذ ساعدت في نجاح المخططات الخارجية)، فاستغلت تلك الدول والمنظمات المعادية تلك الادلة لفرض العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية والتكنولوجية، وحظر معظم قدرات السودان ووضعته في قوائم من الصعب الفكاك منها ، بل كانت هذه العقوبات في الواقع عقوبات على الوطن والمواطن، وحرمته من ابسط حقوقه وكافة مقومات النهضة والتطور ومع ذلك وفي ظل كل تلك العقوبات والحروب استطاعت الإنقاذ الصمود لثلاثبن عاما حققت فيها ما لم تحققه اي حكومة منذ الاستقلال في مجال التنمية الشامة، الأمر الذي ادهش الدول المعادية ،،، وحينما جاء دور المعارضة ( التي سرقت ثورة الشباب ) للحكم سارعت الي رفع تلك العقوبات اصطدمت بالحقيقة المرة وهي أن تلك الادلة والبراهين التي قدموها وعملوا لها بكل جد واجتهاد ( من خلال كثير من كوادرهم المهاجرة للغرب) أنها تهم ما تزال قائمة ولن تزول بمجرد زوال النظام، تفاجأوا ان عليهم ان يثبتوا العكس فليس من المعقول ان تصبح تلك التهم الملصقة بالسودان بين عشية وضحاها مجرد ضباب وانقشع ..

أتمنى أن تتعلم المعارضة السابقة والحكومة الحالية التفريق بين الحكومة والوطن، وان تستفيد من درس الوطنية في عدم المتاجرة بقضايا الوطن في سوق النخاسة الدولية فان هذا السوق تحكمه مصالح الكبار وصراع الارادات ولا مجال فيه لصعود العملاء ليصبحوا سادة وحكام الا اذا ظلوا يؤدون نفس دور العمالة وهم حكام خدمة لاسيادهم الكبار الذين اغرقوهم بالدولارات وحياة الترف في الفنادق والبارات وقاعات التآمر وبيع المبادئ والاوطان..

والله المستعان..

د. عبد المحمود النور
وزير التربية والتعليم ولاية الخرطوم السابق

Exit mobile version