رغم كل ما استعصمنا به من عقائد و تجارب و معلومات عن مكر و مؤامرة الصهاينة و الصليبين ضد العالم العربي و الاسلامي الا اننا تحت وطأة الزلزلة الإعلامية و الأوهام المسوقة اضطررنا نفسيا للتسليم بمقولات قحت القاطنين و الخبراء الأجانب اصحاب الجنسيات المزدوجة من بني جلدتنا ان نصدق:
١- بأن الادارة الامريكية الرئاسة و الكونغرس سيرفعون السودان فورا من قائمة الاٍرهاب و كل الادعاءات الكاذبة و التقبيح الذي لطخ وجه بلادنا بالإبادة واحتقار حقوق الإنسان و القتل المجاني و الاغتصاب و احتقار المرأة و التعصب الديني و الاتجار بالبشر و انتم تعلمون بان امريكا و الاتحاد الأوروبي و وكلائهم بالداخل ما تركوا نقيصة الا اشاعوها و ما تركوا عقوبة الا طبقوها.
٢- لقد صدقنا نحن البسطاء السذج بأن المنظومة الامريكية و الأوروبية بعد ان سمعت هتافاتنا و جلالاتنا و اغاريد دسيس مان و ماو بأننا أصبحنا لائقين جسديًا و معنويًا لاسقاط ٦٠ مليار من ديوننا و أصبحنا جديرين برضي البنك الدولي و صندوقه لنيل القروض و الإعفاءات و صكوك الرضا المالي و فتح المجال واسعا امام الاستثمار الذي سيعيدنا سلة غذاء العالم كما زعموا و صدقنا.
٣- لقد اصابنا الفرح الخرافي و نحن نهيئ فنادقنا و منتجعاتنا للأثرياء العرب و كبار المسؤولين في الصناديق العربية الذين سيملأون حقولنا قمحا و وعدًا و تمني و سيملأون مصارفنا القاحلة حزمة من العملات الصعبة و الاعتمادات المعززة.
٤- و في غمرة هذه اليوتوبيا لم تكلف قيادات قحت و تجم نفسها بعناء اصطحاب شباب الثورة لمشاهدة ملايين الهكتارات الزراعية التي تنتظر سواعدهم و عرق جبينهم من اجل حياة مكتفية و سعيدة، لقد كانوا للأسف يدخرونهم في الهتاف و الغضب العقيم و يبشرونهم بوظائف المناولة و التعقيب و العلاقات العامة بمكاتب الشركات المتعددة الجنسيات التي ستقتحم بلادنا.
٤- و في غمرة هذه اليوتوبيا لم تكلف قيادات قحت و تجم نفسها بعناء اصطحاب شباب الثورة لمشاهدة ملايين الهكتارات الزراعية التي تنتظر سواعدهم و عرق جبينهم من اجل حياة مكتفية و سعيدة، لقد كانوا للأسف يدخرونهم في الهتاف و الغضب العقيم و يبشرونهم بوظائف المناولة و التعقيب و العلاقات العامة بمكاتب الشركات المتعددة الجنسيات التي ستقتحم بلادنا.
٥- و تحت وطأة الزلزلة و الاضطرار و الأوهام و الوعود الكذاب كاد بعض الذرائعيين و اصحاب التدين الشكلي و الالتزام التقليدي ان ينصحوا مساجدنا و منابرنا و دعاتنا ان يلتزموا بفقه الفترة لا بفقه الفطرة بل كادوا ان يقولوا للناس عليكم بتجميد تعاليم المصطفى و الالتزام بتعاليم عبد المطلب ” قيدوا الدين و دعوا الدنيا تمر فإن للبيت رب يحميه”.
٦- و في الوقت الذي كنا نعد العدة لكرنفالات الاستقبال و اناشيد الترحاب و أعلام الأعياد الملونة و نحن نستقبل ترامب و ماكرون و ميركل و بوريس و الأمير محمد بن سلمان و الأمير محمد بن زايد فإذا بامريكا القاسية القلب و الطاحنة للمشاعر رغم كل التنازلات تصدر قرارها القاتل بتجديد العقوبات مما اضطر رئيس وزراءنا و وزير ماليتنا أن يعودوا بخفي حنين حتي كدنا ان نعلق الكفن اللافتة علي واجهة المالية و مجلس الوزراء “لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق ان لم تسعد الحال” و للأسف فقد سقط عرش الكلمة عند منصة المرافعة و سقط عرش الخيل في ثغور المواجهة و صرع الدولار الأسود النيات البيضاء و الجنيه الرمادي في معترك المنافسة.
٧- و يطل اخيراً ود البدوي بتصريحه الماحق لوكالة رويترز بان كل الذي يملكه في خزانته من العملة الصعبة يكفي لمقابلة الاستيراد لعدة ايام ليفتح بهذه المعلومة المجانية الباب مشرعا للتصاعد المخيف في سعر الدولار حتي كدنا نتهم الرجل بانه سمسار سيادي بشراكة خفية مع أساطين السوق العربي. إن غول الأسعار و جموح الدولار و أزمتنا في النفط و الذهب و الثروة الحيوانية يجعل الواقع قاتمًا و مأساويًا و يفتح الباب علي مصراعيه لأوكازيون الانقلابات المجانية التي تقدم لها الحركة السياسية السودانية العقيمة التبرير المقبول لتصبح الحل الوحيد، فالأزمة الاقتصادية و مجتمع الكراهية و العقوبات الأممية و انهيار تماسك الدولة بالولايات و البندقية المشرعة علي الحدود بلا اتفاق يطلق الحملة الدعائية لفيلم “المتوحشون” بطولة الخبز المر و الوقود المستحيل و الدولار الأسود، انتاج شركة متآمرون العالمية.
و اخيرا ليس بعد رفع الدعم الا رفع اكف الضراعة “اللهم إنا لا نسألك رد القضاء و لكن نسألك اللطف فيه”>
حسين خوجلي