ابتعد المواطن السوداني أكثر من ستة أشهر عن الواقع الاجتماعي و الفني و تفرغ تماماً للمشهد السياسي حتى أسقط حكومة الإنقاذ بعد مكوثها ثلاثين عاماً، و بعدها أصبح الشعب متابعاً دقيقاً لتشكيل حكومته المدنية مع تأثير فض الاعتصام، في مطلع سبتمبر أحس بالجفاف التام في متابعة السياسة لوحدها فاتجه نحو الأسافير ليخرج نفسه منه عبر تكوين مجموعات يمارس فيها أشياءه، و يتناسى الأزمات التي مر بها.
تم إنشاء أول قروب أطلق عليه اسم (الأكيل السوداني) يهتم بالأطعمة السودانية وطريقة عملها، ويقول الادمن بالقروب حسن الماحي لـ(كوكتيل) إن القروب تم تأسيسه في نهاية شهر أغسطس الماضي، أسسه شخص يدعى محمد حمزة، وعيّن عدداً من الادمن له ، مشيراً إلى أن الغرض منه رفع ثقافة الأكل السوداني, وزيادة المعرفة بموروثات البلاد وابتكاراتنا في الأكل البيتي السوداني، موضحاً أن النشر في القروب يتطلب توضيح الاحتياجات والمقادير وطريقة عمل الوجبة المعينة وزمنها وتكلفتها.
و أكد الماحي أن القروب يفتح باب رزق للكثير من الأفراد الموهوبين في عمل الأكل المنزلي بنشر أكلاتهم بالقروب بتكلفة مقبولة ومعقولة وفي متناول الجميع، ولربط الثقافة السودانية بالمغتربين خارج الوطن ومعرفتهم لطريقة عمل الوجبات.
(1)
عقب الأكيل السوداني أسس محمد البارون مجموعة أطلق عليها اسم(السِكير السوداني) التي تهتم بمتعاطي الخمر حيث يتم نشر ثقافات الشراب وطريقة القعدة لها ويتم تقديم النصح من خلالها في كيفية الشراب والأنواع.
المجموعات أثارت كثيراً من الجدل في الأسافير مما دفع البعض ينشئ مجموعات أخرى كان أبرزها (اللبِيس السوداني) الذي يهتم بالزي و الألوان إلا أنه وصف بأنه أكثر المجموعات لطافة لأنه يهتم بالأناقة والجمال.
(2)
ليعقبه تكوين (السِميع السوداني) الذي يهتم بالأغاني والفنانين و النقد لبعض وكما أن معظم البعض ينشر قصص لأغاني ومناسباتها، وبعض الفيديوهات القديمة، والبعض مقطع من أغنية ليكملها الآخرون في التعليقات، وكذلك يتساءل البعض في منشورات عن بعض الأشياء ليتم ذكر اسم أغنية وصفتها.
(3)
تلت تلك المجموعات أطلق عليها (الحبيب السوداني) وهي للبحث عن حبيب للارتباط وبها كثير من طرفة الأمر الذي جعلهم ينشئون (السنقل السوداني) في اشار إلى أشخاص يرفضون الارتباط، ومجموعات أخرى (الحلم السوداني، القارئ السوداني، الطبيخ السوداني)، وقروب الموهوب السوداني يضم فيه الموهوبين في الأغاني والرسم وغيره، و أكثر ما أثار الجدل كان قروب (الرينبو السوداني) الذي يهتم بأمر المثليين واحترامهم وتقبلهم في المجتمع، ومجموعة (السجين السوداني قصص الأهوال والآمال وغرف الأشباح) كان الأكثر إثارة.
الخرطوم: مشاعر أحمد
صحيفة السوداني