لم يكن أشد المتفائلين من رموز نظام الإنقاذ المدحور وزبانيته يخطر بباله (مجرد خاطر) أن تمضي الأشياء بعد إقتلاع نظامهم البغيض الذي سام الناس سوء العذاب بهذه الصورة الناعمة المتقاعسة التي نعايش تفاصيلها منذ نجاح الثورة إلى تكوين الحكومة الإنتقالية وحتى اللحظة، مما يجعل المثل السوداني الذي يقول (تصوم وتفطر على بصلة) حاضراً يمثل لسان كل سوداني شريف كان يتوق لإقتلاع ذلك النظام الباطش الفاسد ومحاسبته على ما إقترف من جرائم وإنتهاكات ومن ثم تأسيس دولة القانون والمضي في إصلاح ما أفسده القوم .
المواطن السوداني يصيبه الإستغراش التام وهو يرى بعد مضي كل هذا الوقت هذه (الحكومة) مكبلة الأيدي لا تقوى حتى الآن على إنجاز نجاح واحد فيما يختص بكنس آثار ذلك النظام الفاسد ليس على مستوى الإنتهازيين والمتملقين ولاعبي (الصف الثاني) من اللصوص والحرامية والمجرمين بل (للأسف) من (كباتن) الصف الأول الذين كان فسادهم مفتشرا و(عيني عينك) وكانت إساءاتهم لهذا الشعب الكريم (في طرف لسانهم) يوزعونها يميناً ويسارا (على الهواء) كلما وجدوا فرصة لذلك (والراجل يطلع لينا الشارع) !
في ظل هذا (التعامل) اللين الرخو الذي لا يتسق مع ما دفعته هذه الثورة من مهر غال ومهج وأرواح تم حصدها دون رحمة أو وازع من ضمير أو أخلاق يبقى السؤال فارضاً نفسه (الحاصل ده من شنووو؟) !
من الواضح (الما عايز ليهو درس عصر) أن وجود العسكر (اللجنة الأمنية للنظام المخلوع) على سدة الحكم هو سبب أساسي في هذا التعطيل ولكن ما يدهش حقاً هو أن لا أحد من الشق (المدني) في قوى الحرية والتغيير قد سجل إحتجاجاً على هذا الأمر أو جادل فيه أو إعترض عليه أو حتى أخرجه لنا على العلن (عشان نعرف وكده) !
إذا كان إيقاف القتلة واللصوص والحرامية يحتاج إلى كل هذا الوقت فكيف نتوقع من هذه الحكومة التعامل مع القضايا الكبرى كانهاء الوضع (الغريب) لقوات الدعم السريع، وتفكيك مليشيات النظام ومحاكمة مدبري (الإنقلاب المشؤوم) الذي قام بتقويض النظام الدستوري حينها ومحاكمة منفذي مجزرة فض الإعتصام وتسليم المتورطين في جرائم دارفور للمحكمة الجنائية الدولية وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وتصفية مؤسسات (القوم) الإقتصادية وإستعادة الأموال المنهوبة والمهربة و(تطهير) الخدمة المدنية و(العسكرية) من أذيال النظام السابق وغير لك من القضايا الكبرى التي لا تكتمل الثورة بدون معالجتها ولن تتم معالجتها في ظل هذه الحكومة التي (تمشي خطوة إتنين مستحيل) !
ما (يحير) العبدلله أن كل من تحكي معه من المتعاطفين مع هذه (الحكومة) وتبثه عدم الإرتياح هذا والشعور المحبط الذي تحسه تجاه (هذا البطء والتلكوء) يجيبك على الفور بأن خراب (تلاتين) سنة لا يمكن إصلاحه في بضع شهور ، وهذا بالطبع إلتفاف على المسألة فالشعب لا يطالب بإعادة البلاد إلى ما قبل 89 لكنه يطالب بأن يرى ثورته (مفعلة) وأرضها (ممهدة) من أجل بداية التعمير الذي لن يحدث في ظل هذا الوضع الغريب المريب !
هل تريد أن تحزن عزيزي القارئ وتهرع إلى تناول (حبوبك) قبل أن تصاب (بجلطة) تنقلك إلى الرفيق الأعلى ؟ إذن أقرأ معي ما جاء في الحوار الذي أجرته صحيفتنا هذه بالأمس مع مولانا الأخ تاج السر الحبر (النائب العام لجمهورية السودان) والذي أفاد (متحسراً) بأن النيابة طلبت من (المباحث) إلقاء القبض على شخص معروف جداً في المنطقة التي يقيم فيها لكنه لا يزال مطلوباً ولم يتم القبض عليه رغم أن النيابة تعلم بوجوده في ذات المنطقة إلا أن الأمر لم ينفذ (أها نحنا المنتظرين ليها شنووووووو) !
كسرة :
هل تعلم عزيزي المواطن الثائر (مثلاً) أن معظم السفراء بالخارج الذين قام بتعيينهم النظام المدحور ما زالوا في أماكنهم سفراء للدولة السودانية !! (هاااات الحبووووب ياااا ولد) !!!
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنو (و)؟
• أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ فليستعد اللصوص
ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة