عيد الحب عند الفراعنة .. قصائد عشق وغزل على أوراق البردي

عُرِفَ عن قدماء المصريين أنّهم كانوا شعباً مُحباً للحياة مفتوناً بالجمال وعاشقاً لمظاهر الفرح والسرور وتواقاً للموسيقى والرقص والغناء.

ويقول مؤرخون إنَّ إقبال قدماء المصريين على الفرح والبهجة والتمتع بجمال الطبيعة جعلهم أول شعب يعرف طقوس الحب وقصائد العشق والغزل قبيل آلاف السنين.

وعلى خطى أجدادهم الفراعنة، يحتفل المصريون، الإثنين، بعيد الحب المصري الذي أسسه الكاتب المصري مصطفى أمين (1914- 1997) ليصبح 4 نوفمبر/تشرين الثاني في كل عام عيداً للحب في مصر.

وبحسب دراسة أعدتها الكاتبة المصرية منى بدوي يعقوب، كان المحبون يهدون قصائد الحب لبعضهم، كما تبادلوا باقات الورود، وكان العشاق يكتبون قصائد الغرام والغزل في محبوباتهم.

ووفقاً للكاتبة، وجد الآثاريون وعلماء المصريات الكثير من تلك النصوص التي تبادلها المحبون والعشاق في مصر القديمة على جدران المعابد والمقابر وأوراق البردي وقطع الأوستراكا التي كانوا يدونون عليها بعض نصوصهم الأدبية.

وتوضح يعقوب أنّ القصائد والزهور كانت سفيراً دائماً بين العشاق والمحبين والأزواج وزوجاتهم، إذ عرفت مصر القديمة الكثير من صور التمدن التي تتباهى بها دول الغرب اليوم، فكانوا مولعين بالفنون وقدروا للمرأة مكانتها في المجتمع.

ويعد عصر الدولة الحديثة في مصر القديمة من أكثر العصور ثراء بالأشعار “التي تفيض رقة وحناناً وعفة”.

ومن قصائد الغزل والحب والعشق في ذلك العصر، قصيدة يناجي فيها العاشق معشوقته، وتناجي فيها المحبوبة حبيبها في مودة وكلمات عفيفة، فينادي العاشق معشوقته بـ”أختي”، وتنادي فيها المحبوبة محبوبها بـ”أخي” ويعبران عن اللوعة والحب والشوق ليوم زفافهما.

ويضم متحف “تورين” في إيطاليا مقتنيات أثرية تتضمن بعضاً من تلك القصائد، كما يحتوي المتحف البريطاني والمتحف المصري في القاهرة على الكثير من أوراق البردي واللوحات وقطع الأوستراكا التي تسجل بعضاً من قصائد الحب والغزل في مصر القديمة.

وتشير الدراسة إلى أنّ قصائد الحب والغزل كانت أحد الأصناف الأدبية التي عرفها قدماء المصريين الذين تغزلوا أيضاً بالطبيعة والأشجار والزهور، فكانوا يصفون الطبيعة وجمالها كما يصف العاشق محبوبته.

ووفق الدراسة، تغنى القدماء بالطبيعة والريف واستمتعوا بالسير بين الحقول وصيد الطيور، وربطوا بين جمال الطبيعة ومشاعر الحب، ففي بردية “هاريس” الشهيرة نصوص شعرية تحتفي فيها الطبيعة بالمحبين، فتتحدث الأشجار لبعضها وتدعو المحبين للجلوس في ظلها.

بوابة العين الاخبارية

Exit mobile version