المشاهير في مرمى النيران .. (المعاكسات) .. عندما تتخطى الخطوط الحمراء!!

مثل خروج المرأة السودانية للاحتكاك ببقية أطياف المجتمع خلال العقود الماضية، اختراقاً كبيراً أعاد تركيبة العلاقات الاجتماعية في وسط يصفه الكثيرون بأنّه من أكثر المُجتمعات المُحافظة، واتبع ذلك امتهان الكثيرات الغناء، مِمّا يتطلّب خُرُوجهن المُتكرِّر من منازلهن والالتقاء بعددٍ كبيرٍ من الناس، بل مواجهة الجمهور وهن يُردِّدن الأغاني، ولم يكن ذلك بالأمر اليسير، بل أنهن تدرّجن في انتزاع تلك المساحات اللائي بتن يتحرّكن فيها حالياً بحريةٍ واسعةٍ، إلا أن ثمة عقبات تطوّرت بذات القدر الذي ازدادت فيه رقعة خُرُوج أولئك الفتيات، ولأنّ المُجتمع يحفل بتعدُّده وباختلاف سُلُوك أعضائه، فليس ثمة ضامنٍ من أن تتعرّض الكثير من الفتيات للمُعاكسات التي تقابلها في الشارع العام وفي مكان عملها وفي الأمكان العامة, بل أن الأمر تعدّى ذلك بأن يطوِّر أولئك (المعاكسون) أدواتهم ووسائلهم مع التطور التقني الهائل! مثل الفضائيات والإنترنت والموبايل والواتساب، وتجد الشخصية المشهورة حظها الأوفر من المُعاكسات بوصفها شخصيةً عامةً يسهل على كثيرين التعرُّف بها وإدارة الحوارات معها، ومن هنا جاء هوس بعض الأشخاص بالفنانات والتقليد الأعمى للغرب، فأصبح الفنانات وخاصة من هُنّ في الأضواء يتعرّضن لكثيرٍ من المُضايقات والمُعاكسات التي تتعدّى في بعض الأوقات الخُطُوط الحمراء!
(كوكتيل) ألقت حزمةً من التساؤلات للمشاهير عن تعرُّضهن للمعاكسات وكيفية التعامل معها.. لنرى ماذا كان رأيهن:

(1)
قالت سمية حسن، إنّها تحرص دائماً على احترام الجمهور وعلى تقديم كل ما هو جديد من أغنيات وأعمال مُميّزةٍ، مُؤكِّدةً أنّ الشعب السوداني محترمٌ وخلوقٌ، لكن هُنالك قلة من الأشخاص تُعبِّر عن إعجابها للفنانات بطريقةٍ مُبتذلةٍ وكلمات وتعليقات غير لائقة تخرج عن المألوف، ولكن لحُسن الحظ أنّهم قلة فقط، وأنّها امرأة عادية تتضايق من هذه التّصرُّفات (الطائشة) رغم أنّ هنالك جماهير كبيرة تُعبِّر عن إعجابها، ولكن بطريقةٍ مُحترمةٍ ومُهذّبةٍ جداً، مُضيفةً أنّ مُعاكسات البعض تُوتِّرها في لحظتها ولكنها تنساها وتُركِّز أكثر على إسعاد جمهورها الذي يحبّها ويحترمها.

(2)
الفنانة سميرة دنيا ترى أنّها لا تتعرّض للمُعاكسات وتحرص على الظهور بصُورةٍ مُحترمةٍ ولا تحرم الجمهور الذي جاء للاستماع لها، وأن أغلب الشعب السوداني يُعبِّر عن إعجابه بطريقةٍ مُحترمةٍ في حدود المعقول والمسموح ولا يوجد في ذلك غضاضة، ولكن إذا تعدى الأمر الخطوط الحمراء هذا ما نرفضه، وأوضحت أنها لا تحتاج لمُرافقة أسرتها إلى الحفلات التي تقوم بإحيائها خَاصّةً التي تكون داخل السودان لعدم تخوفها من شئٍ يضرها.

(3)
من جهتها، أكدت الفنانة مشاعل زنونية أنّ هناك معاكسات تتعرّض لها الفنانة في مسيرتها الفنية وبعض المُضايقات، ولكنها لا تقف عائقاً تجاه مسيرتها الفنية، بل تجتهد لإرضاء جمهورها، وترى أنّ مُعظم الجمهور السوداني يُعبِّر عن مدى إعجابه للفنانات بطريقةٍ لائقةٍ، ولكن هنالك فئة قليلة جداً تُعبِّر بتعاليق وكلمات بذيئة عبر الهاتف والفيسبوك والواتساب وغيرها من الوسائل المُتاحة ولكنها لا تَعير لها بالاً أو أدنى اهتمام، لأنها تحرص على التركيز لمُنتوجها الفني وإرضاء جمهورها.

(4)
الفنانة منى الراشدين، قالت إن الفنانة إذا اختارت أن تدخل ساحة الغناء يجب أن تتحمّل تصرُّفات الجمهور وتتقبّله بصدرٍ واسعٍ ورحبٍ، ويجب أن تحترم مُلاحظات الجمهور الذي يطلق بعض النقد الجارح والانتقادات اللاذعة للفنان، وأن لا تؤثر في مسيرتها الفنية لأنّ هنالك جمهوراً يحترم فنّها ويَشعرها بالاحترام ويدفعها لمُواصلة مشوارها الفني.

(5)
الأخصائية الاجتماعية نصرة خالد ترى أنّ الشخصية العامة تصبح خُصُوصيتها شبه عامة، وتصبح تحت المجهر والأنظار مُتّجهة إليها وهذه ضريبة الشهرة، وتكون النظرة المُوجّهة إليها نظرة إلى شخصٍ غير عادي، بالذات عندما ينتبه الناس إلى الفنانة وليس ما تقدِّمه من فن، بل ينظرون إلى مكياجها وشكلها وثوبها في إطار الفرجة إليها فقط, ما يجعله يُفكِّر تفكيراً مُختلفاً وهو يبني للفنانة صورة ذهنية خاصة به, وبعض الأشخاص يظنون أنّ الفنانات ساهلات فيُعبِّر عن إعجابه عن طريق الاندفاع بجسمه أو يتطاول بلسانه وتكون تصرُّفاته غير مُتّزنة وفي كثير من الأحيان يتحول الإعجاب إلى نوعٍ من الامتلاك ولا يكون هنالك تقديرٌ لظروفها وأن هذه هي وظيفتها.

تقرير: محاسن احمد عبد الله
صحيفة السوداني

Exit mobile version