عمسيب: قد تكسب المبالغ التي لا تحصل عليها في السودان ولكن الأثار النفسية المدمرة للغربة لا يمكن قياسها بالمال

يأخذ الأنسان وقتآ طويلآ كيف يفهم أن العمر قصير ليبدد في الأغتراب .. بعيدآ عن الأهل و الأحباب .. وأنك حين تهم بحمل جوازك لتبدأ حياة جديدة في بقعة جديدة فأنت تترك بعضك في الوطن .. وتذهب الي الموت البطئ .. وذلك البعض يضيع منك للأبد ..

يأخذ الأنسان وقتآ طويلآ ليفهم أن هذه المظاهر المادية المبهرجة و المليئة بالأضواء .. هي في الحقيقة بلا معنى .. و أن “الما عندو محبة ما عندو الحبة ” ..

باب السياسة هذا فرصة لتقليل المعاناة .. فرصة لتضميد الجراح .. نحن نقتل شبابنا كل يوم و نحن نصنع ظروف حياة تجبرهم على مغادرة بلادهم .. نحن نقتلهم و نواسي أنفسنا بأنهم يذهبون نحو فرص أفضل .. كيف يمكن أن تنهض بلد تستمر بقتل شبابها ؟

أعرف مئات السودانيين الذين يعيشون في مساحة سرير لا تتجاوز المتر في مترين .. و يحيون على هوامش الحياة لأجل مبالغ زهيدة بمقياس البلد .. نحن نهدر طاقات شبابنا في الغربة الأجبارية هذه .. قد يتكسب واحدهم بعض المبالغ التي لا قد يتحصل عليها في السودان و لكن الأثار النفسية المدمرة للغربة لا يمكن قياسها بالمال .. .

السياسة لا يمكن أن تمارس على البرغماتية و البرود .. من لا يملك الدوافع الأخلاقية القوية .. من لا يفهم معاناة الأخرين .. من لا يستطيع أن يكون قريبآ من الناس .. لن يستطيع أن يحكمهم و لا أن يخدمهم .. السياسي الذي يملك الحضور و الروح .. يترك أثرآ أيجابيآ على شعبه .. و حمدوك لا يملك ذلك .. و هو سبب رئيسي يجعلني أرفضه .. حمدوك بلا طعم و لا رائحة .. كتلة من الجمود و ثقل الدم .. و هذا سبب كافي ليذهب .. هذه المرحلة ليست مرحلة حمدوك ..

عبد الرحمن عمسيب

Exit mobile version