تمثال “الكنداكة” في الخرطوم .. خطوة تاريخية لتكريم المرأة

تستعد العاصمة السودانية الخرطوم، لإقامة أول تمثال للنساء اللائي عُرفن تاريخيا بـ”الكنداكات” ولعبن دورا كبيرا في حكم مملكة النوبة المعروفة بحضارة “كوش”، على مدى مئتي عام، خلال الفترة الممتدة بين القرن الثاني قبل الميلاد والأول الميلادي.

وتعاقبت على الحكم، خلال تلك الفترة، كل من أشنقداخيتو وأماني ريناس وأماني شاخيتو وأمانى توري، وكان العامل المشترك بينهن هو القوة والقدرة الفائقة على قيادة الجيوش.

وجاء ذكر لقب “كنداكة” في قصة حارس الكنوز في الإنجيل والتي تدور أحداثها في أرض السودان الحالية.

وسلطت انتفاضة ديسمبر التي أطاحت بنظام عمر البشير في السودان، الضوء على الدور النسائي في الحضارة السودانية التي تستمد جذورها من الحضارة النوبية؛ وهي الأقدم في التاريخ وتضم الكثير من الحقائق والأساطير المثيرة للجدل.

ومع بداية الاحتجاجات السودانية، ظهر الدور الكبير للمرأة؛ والذي تجسد من خلال الصورة الشهيرة للفتاة آلاء صلاح التي كانت تقود المسيرات المناهضة لنظام البشير، وهي ترتدي ثوبا أبيض وحليا وإكسسوارات تقليدية تعكس تراث الماضي وهي تهتف: “أنا حبوبتي كنداكة” لتلهم النساء والرجال على السواء.

على غرار تمثال الحرية

وتكريما لدور المرأة السودانية وتاريخها الحافل بالبطولات والعطاء، أطلقت المهندسة هدى عثمان بالتعاون مع عدد من الفنانيين والنحاتين مبادرة تاريخية لتنفيذ مشروع ضخم لبناء تمثال للكنداكة في وسط الخرطوم، على غرار تمثال الحرية في نيويورك.

وأكدت عثمان، لموقع “سكاي نيوز عربية”، اكتمال الخطط الأولية للمشروع الذي سيتم تمويله مباشرة من تبرعات المواطنين المهتمين بإحياء وتوثيق التاريخ والتراث السوداني.

وأوضحت البحثو التي أجرتها الهيئة السودانية للآثار والمتاحف بمشاركة بعثة تشيكية، علامات على امتداد هيمنة مملكة كوش إلى أقصى حدود غرب أفريقيا.

وكانت حضارة كوش في تلك الفترة هي الأقدم والأكثر تأثيرا، لكن عاصرتها فيما بعد الحضارتان الرومانية والبيزنطية، وكان لكل منها مناطق نفوذ وسيطرة تختلف عن الأخرى.

ووفقا لخبير الآثار ومدير موقع التراث العالمي في جزيرة مروي، محمود سليمان بشير، فقد أظهرت رسومات ومبان أثرية في جبل البركل أن مملكة كوش وصلت إلى أوج ألقها في بدايات القرن الأول الميلادي.

ويقول بشير إن الحفريات الأثرية أظهرت وجود مدن كاملة وعدد كبير من المعابد ذات المغزى التاريخي المهم.

ويشير خبير الآثار السوداني إلى الأهمية التاريخية لتلك الاكتشافات التي يتوقع أن تسهم في تعزيز السياحة خلال الفترة المقبلة.

وتعليقا على الدور التاريخي للكنداكة السودانية، تؤكد الدكتورة شادية عبدو ربه، الأمينة العامة لمتحف السودان القومي، أن أهمية المرأة ظهرت في الثقافات السوداتية القديمة منذ العصور الحجرية، وذلك بوجود فن مخصص لإبراز قدسيه المراة، تجسد في شكل تماثيل أنثويه وجدت في إحدى النقوش التي تعود إلى فتره مملكة كرمه، حيث ظهرت المرأة وهي تقود المركب المقدس، وهي مهمة خاصة مقدسة يقوم بها الكاهن فقط. وفي القرن الثامن الميلادي ظهرت في مملكة نبته الزوجة الإلهيه للاله آمون وهي من أرفع الألقاب.

سكاي نيوز

Exit mobile version