صيني ولا إنجليزي؟

قرر أمس وزير التربية والتعليم محمد الأمين التوم، تدريس اللغة الصينية، في المنهج السوداني للمرحلة الثانوية خلال الأعوام المقبلة. وبحسب الخبر المنشور في كثير من وسائل الإعلام فإنه عزا ذلك لأهمية الصين باعتبارها قوة اقتصادية مؤثرة في العالم، تقتضي أن يدرس الطلاب السودانيون لغتها للاستفادة منها فى مجال التعليم.
بلا شك فإن اللغة الصينية تأتي ثاني لغة في العالم بعد الإنجليزية، نسبة عدد متحدثيها 18% من سكان العالم، وهي نسبة سكان الصين الذين يتجاوز عددهم مليار نسمة، وهو قرار يُشكَر عليه الوزير، لأنه يفكر خارج الصندوق ويبحث عما هو جديد ومختلف ومواكب للمرحلة، وهو ما افتقده الوزراء السابقون الذين تولوا هذا المنصب، واعتادوا على تغيير لمسات سطحية ليست جوهرية.
لكن ما يحتاج أيضاً أن يركز عليه الوزير د.محمد التوم، قبل الصينية هي الإنجليزية وربما العربية!
الإنجليزية هي اللغة الرسمية لكثيرٍ من دول العالم وعدد متحدثيها أكثر من 25%، كما أنها مفاتيح لأي لغة أخرى، لكن حتى اللحظة لا تستطيع المدارس أن تخرج تلاميذ يفهمونها دعك من أن يتحدثوا بها، إلا أعداد قليلة.

تراجعت الإنجليزية نسبة لعدم تأهيل المدرسين بصورة كافية، وعدم مواكبة مناهج التدريس للبيئة التعليمية، والبداية المتعثرة والتقليدية لتعليم اللغة.
توسعت مراكز اللغات الأجنبية، مثل المجلس البريطاني، ومعهد غوته والمركز الثقافي الفرنسي، وهي مراكز أثبتت أنها قادرة على بناء أساس جيد للتعليم لكن مع ذلك تفتقد المدارس والجامعات القدرة على تخريج طالب بنصف المستوى الذي يمكن أن تخرجه هذه المراكز.

توسعت المراكز نعم، لكن ذلك لم يعكس قدر التأهيل الكافي الذي يفترض أن يتحلى به طلاب وشباب السودان.
يجب أن لا تكون الإنجليزية مجرد حصة في المدرسة، إنما على الوزير أن يبحث مع آخرين تجويد هذه اللغة في المدرسة قبل الانتقال إلى أخرى، فما أجمل أن يتقنها ولو بنسبة 50 – 60%، ليستطيع تعلم الصينية في مرحلة لاحقة.

الوقت الذي قد يقضيه الطلاب في فهم جزء من اللغة الصينية، ربما من الأفضل أن يكثفوه في اتقان الإنجليزية، فليس أسوأ من تخريج تلميذ أو طالب مدرسي وهو يعاني في لغته العربية والإنجليزية وقد لا يخرج بشيء من الصينية!

لأجل الكلمة || لينا يعقوب
صحيفة السوداني

Exit mobile version