اختتمت، الأحد، في العاصمة السودانية، الخرطوم، النسخة الـ5 من مهرجان ساما للموسيقى، الذي نظمه معهد جوته الألماني بالشراكة مع المعهد الفرنسي والمجلس الثقافي البريطاني والاتحاد الأوروبي، بمشاركة المئات من هواة الموسيقى.
وخصصت الجهات المنظمة للمهرجان هذه النسخة للاحتفال بما وصفته بـ”التحول والتغيير الكبير” الذي شهده السودان في الفترة الأخيرة، حيث تم اختيار اسم “اهتزاز” كعنوان للمهرجان تمثيلاً للتحول المجتمعي الإيجابي الذي يمر به السودان.
ويقام المهرجان سنويا بالخرطوم ويقدم فيه الفنانون السودانيون موسيقي تمزج التراث السوداني بالموسيقى العالمية، كما يتم استضافة فرق موسيقية من أوروبا وأفريقيا لتقديم عروض مشتركة مع السودانيين.
وشاركت فرقة “إيبكوكيو”، في حفل افتتاح المهرجان، وهي فرقة أوغندية تتكون من فنانين مختصين في الموسيقي التقليدية ودمجها مع الموسيقي العالمية، بجانب الموسيقي الإلكترونية “دي جي” كما تضم راقصين ومتخصصين في عدة آلات موسيقية.
بينما كان الحفل الثاني بمشاركة فرقة “أوركستا شونجو”، وهي فرقة تضم عازفين من عدة جنسيات، يعملون في مجال التدريب وحفظ التراث الموسيقى، ولهم مشاركات متنوعة في عدد من الدول بشرق أفريقيا.
وشهد حفل الختام مشاركات بواسطة إيقاعات أفريقية وموسيقي إلكترونية، كما شارك فيه الفنان السوداني، عبدالقادر سالم.
وقالت رئيسة المهرجان، رندا حامد، لـ”العين الإخبارية”، إن الهدف من المهرجان، الذي أقيم على مدار 3 أيام، هو الاستمتاع بالتنوع الموسيقي وإتاحة فرصة تعلم للموسيقين السودانيين عبر تقديم ورش تعليمية مصاحبة للمهرجان.
وأوضحت أن عنوان هذا العام الذي حمل اسم “اهتزازات” جاء معبرا عمّا يمر به السودان من تغيرات كبيرة على كل الأصعدة.
وأشارت إلى أن هذه النسخة من المهرجان شهدت مشاركة موسيقيين سودانيين تم تدريبهم عبر ورش مخصصة بدعم من الاتحاد الأوروبي، ضمن مشروع أطلق عليه اسم “معسكر ساما للموسيقى” هدفه إعداد الموسيقيين السودانيين بصورة احترافية.
وشمل برنامج المعسكر ورش مكثفة في عدد من الآلات الموسيقية، بالإضافة إلى التدريب على الغناء، وغيرها من المهارات، وتم اختيار ٣٤ موسيقياً سودانياً للتدريب في تلك الورش بمشاركة فرق أفريقية وأوروبية.
وقال منتصر محمد عبدالغني، أحد الموسيقيين المشاركين في المهرجان وتم تدريبه وإعداده من خلال ورش “معسكر ساما”، لـ”العين الإخبارية”، إنه أحب العمل الذي قدمه في المهرجان كما لمس تجاوبا منقطع النظير من الحضور.
وأوضح أن ما تم تقديمه هو ما تم تعلمه في الورش وهو مزيج بين الموسيقى الإلكترونية “دي جي” والآلات الموسيقية مع أغاني تقليدية سودانية.
وذكر أن الفكرة كانت تدور حول كيفية إخراج الغناء السوداني بشكل مختلف عن التقليدي من خلال تقديمه بإيقاعات عالمية ليكون مسموعاً لدى الجميع من خارج السودان.
وأضاف: “أغانينا القديمة نقدمها بطريقة جديدة وموسيقى مختلفة دون أن تسلب اجتهاد الفنانين القدامى لكنها تكون مقبولة ومسموعة ومحبوبة للأجيال القادمة”.
وأشار منتصر إلى أن هذه الطريقة الجديدة يمكنها أن تساهم في انتشار الفن السوداني عالمياً بعد أن كان محصوراً في محيطة القطري لفترة طويلة، قائلاً إنه يطمح بعد هذه التجربة لتسجيل أغان سودانية بإيقاعات عالمية وإرسالها إلى أوروبا للاستماع إليها.
وتابع: “هي تجربة جديدة معظم المشاركين كانوا يراهنون على الأغاني التقليدية والإيقاع السوداني، لكن بعد الورش وجدوا أن ذات الأغاني يتم تقديمها بإيقاعات مثل سامبا، وتكنو هاوس”.
وأشار إلى أن المشاركين قدموا أيضاً أغاني سودانية على أنغام موسيقى أفريقية، من خلال العزف على آلات حية، كالعود والفلوت والجيتار.
وأضاف: “التجربة كانت مفيدة جداً لي وسأعمل في مشروعي الفني المستقبلي على تطوير الفن السوداني ليصبح عالمياً وفقاً لما اكتسبته في هذه التجربة، وسأعمل على خلق مزيج بين الموسيقى الإلكترونية والإيقاعات السودانية لإنتاج شكل مختلف”.
بوابة العين الاخبارية