بعد أن أثارت جدلاً واسعاً سيداو .. ماذا قال عنها الشارع ؟

يبدو أن هنالك ظواهر سلبية عديدة ستحل على المجتمع السوداني وهو يتنفس عهداً جديداً من الديمقراطية والمدنية، تزامناً مع مصادقة البلاد على اتفاقية سيداو التي تباينت حولها الآراء مابين رافض ومتحفظ ومستنكر..( آخر لحظة) أجرت هذا الاستطلاع حول الاتفاقية التي تدعو إلى حريات مطلقة للمرأة، وخرجت بالحصيلة التالية:

حرية الدين
بداية التقينا بالمواطن أمير البشري وقال أتمنى من المنادين بالحريات أن ينظروا إلى الحريات التي يحملها الإسلام، لأنها ترفع من شأن الإنسان، وتابع: الحرية في الإسلام ارتبطت بالإنسانية عموماً و ليس الإنسان المسلم وحده، والشاهد على ذلك حرية الإسلام في الاعتقاد، واستشهد هنا بما ذكره الأستاذ عبد الله النديم عندما قال:(إن الحرية تقضي بعدم تعرض أحد لأحد في أموره الخاصة، ثم واصل بالقول إن الحرية عبارة عن المطالبة بالحقوق والوقوف عند الحدود.. أما تصنيف الحرية بأنها البحث عن شهوات الملذات البهيمية مثل المناداة بالإباحية وهذه الإباحية لا تناسب أخلاق المسلمين ولا قواعدهم الدينية ولا عاداتهم، وقال البشرى إن لكل أمة عادات وروابط دينية أو بيئية، وأردف أؤيد الحرية لكن التي تتماشى مع الشرع والعرف السوداني، وبموجب ذلك فإن كانت اتفاقية سيدوا تتماشى مع الشرع والعرف فلا غضاضة فيها، أما إن كانت على نقيض ذلك فلا نؤيدها.

استلاب ثقافي
وأضاف محمد أسامة هذا نتاج عدم وعي وإلمام فكري، بالإضافه إلى غزو واستلاب ثقافي من عادات وتقاليد دخيلة علينا، وقال عندما يكون الشباب غير متمسكين بالدين الإسلامي تكون النتائج كارثية، عبارة عن حرية بمفهومهم الخاص دون مراعاة للدين، وهذا ما لا يقبل، وتابع لابد من توعية الشباب منذ دخولهم المدارس حول العادات والتقاليد السمحة، والأهم من ذلك تعريفهم عن الإسلام أكثر من غيره لأنه دين الأخلاق.

مفهوم خاطيء
وقالت أمل خالد أولاً يجب على الناس أن يمضوا إلى ربط المشاكل في المجتمع بالحكومة المدنية، وأكدت أن هذا مفهوم خاطيء، وقالت المشاكل الاجتماعية موجودة من قبل الثورة، وأردفت القضية تتعلق بالتربية والسلوك، بجانب أسلوب الحياة الذي يعيش فيه الشباب من الجنسين، وقالت جزء منهم ينظرون إلى أنفسهم على خطأ والجزء الآخر يرون أنهم على صواب، وتابعت الإنسان ابن بيئته، ولن نستطيع منع الحريات ما لم يتصرف الطرف الآخر بشيء يسبب الأذى للآخرين، ومن أجل التوعية يجب إقامة ندوات توعوية ودينية من أجل مجمتع مستقيم.

اختلاف الأسلوب
وتقول تقوى علي، إن المشكلة تترتب في المقام الأول على الأسلوب الذي تربينا عليه في المجمع الحالي الذي بالتأكيد يختلف عن الأسلوب الذي تربى به آباؤنا، أما الحريات بالنسبه للبنت من ناحيه اللبس هذه حريه تعود لها، إذا كانت رافضة أن تتقيد بأي زي؛ لا يستطيع أحد أن يوقفها لأنها بكل سهولة لديها مئات الطرق لترتدي الملابس التي تريدها من وراء أسرتها وهذا ما يحدث من الفتيات اللواتي يعانين من حصار الأسرة، وقالت إن الدين الإسلامي الذي نشأنا عليه هو الوحيد الذي يحسم الأمر.

حرية الأفكار
وتقول أعناب بالنسبة لي الحرية تكون في الأفكار وإبداء الرأي وتقبل الرأي الآخر والحرية إننا نعبر عن رأينا بدون أي قيود، والحرية تنتهي عندما تتعدى على حدود الآخرين، أما الملابس والعادات الدخيلة علينا فأنا لا اعتبرها حرية، و(لا ثورتنا دي ما كدا دي ثورة وعي) يعني كوني ألبس قصيراً أو شاذاً أو أكشف شعري هذه ليست حرية وإنما مخالفة لتعاليم ديننا وأيضاً لعاداتنا كسودانين معروفين بالحشمة والاحترام، وقالت ربنا يهدينا كلنا يارب.

الخروج عن المألوف
وأضافت تسابيح يوسف بعض الناس يفعلون الأشياء التي يريدونها دون مراعاة لحرمة الشوارع أو حتى البيوت التي خرجوا منها، وبالأخص الفتيات من خلال ملابسهم التي أصبحت غير مبررة لما تحمله من شذوذ، دون أي إبداء للاحترام، وأيضاً الخروج بعد منتصف الليل وغيرها من الأفعال، ومثال صغير لدى أصدقاء أعرفهم يقولون لي (أفعلي كذا وألبسي كذا خلاص بقت مدنية) يعني الحرية بالنسبه للشخص هي الخروج عن المألوف، وأن يفعل ما يحلو له دون أي مبررات أخلاقية ولا حتى أسرية، وقالت المحتمع الآن فاهم الحرية بلبس الثياب الخادشه للحياء، وتابعت لكن منذ بداية الثورة لم تكن هذه هي الحريه التي ننادي بها لوطننا السودان، نحن نطالب بحرية الرأي في الحكومة ومعاش الناس وليس بالملابس ولا حتى الحفلات الساهرة، إنما دولة تحترم حقوق المواطن.

وإضافت هانم عبدو كل الممارسات التي أصبحت تحدث بالشارع العام هي كانت موجوده من زمان لكن كانت تمارس في الخفاء، أما الآن مع تغيير المفاهيم ودخول ثقافات أخرى علينا كمجتمع سوداني أصبحت على الملأ دون أي احترام للآخرين تحت مسمى الحرية الشخصية التي بالتأكيد هي بعيده عنا وعن ديننا وربنا يصلح الحال.

حرية مطلقة
وقال ياسر أحمد لا يوجد شي اسمه حرية مطلقة لأن الحرية هي أحترام الآخر وبالأخص المجتمع الذي نعيش فيه، وتابع مثلاً أنا شاب لن أجاهر بالخطأ أو المعصيه لأن تربيتنا تختلف تماماً عن هذا الانحلال، ونحن نتنفس عهداً جديداً بالسودان، وتابع الحرية هي احترام بعضنا دون المساس بديننا ولا حتى مجتمعنا، وقال أكثر مالفت انتباهي لماذا بعد هذا التغيير العظيم في السودان الناس ذهبت إلى الملابس غير اللائقة، لماذ لم نبدأ بأنفسنا وبالتعليم، هذه هي التي ترفع من مستوى الوطن، لكن انحدار الشباب إلى الحرية المطلقة هو كارثة والتاريخ لا يرحم، لانه من المفترض أن نغير نظرتنا للمجتمع الدخيل علينا وأن نراعى حرمة الأماكن العامة، ويجب أن تكون الحرية في الفكر وليس في المظهر .

تقرير:محمد بابكر
الخرطوم (صحيفة آخر لحظة)

Exit mobile version