للأهل في دارفور المنكوبة المأزومة بأفعال الساسة مثل جميل يقولون فيه ( أم جُركُم ما بتأكُل خريفين ) ويضربونه لمن يُريد أن يُشارك غيره في زمانهم وقد نال حصته في الحياة بكُل تفاصيلها، أظن ظناً لا تُدانيه الشُكوك بأنّ السيد عبدالله مسار يعلم أكثر مني ومن غيري لمن يُضرب هذا المثل ويعلم ضآلة فرصة أم جُركم الحشرة الضعيفة وعمرها القليل في أكل خريف آخر..
مسار كما تعلمون هو أحد شُركاء الإنقاذ من البداية للنهاية وقد شاركها كُل تفاصيلها ولم يتوانى في دعمها وبلا مواربة وقد انفصل بمجموعته الصغيرة من حزب الأمة (الأم) بقيادة الإمام الصادق حتى يظل شريكاً معها، استمعت له في العام 2003م مع بداية اندلاع شرارة الحرب في دارفور داخل مسجد نيالا الكبير وبصحبته الوزير المرحوم دكتور الروى ، تحدّث الرجُل عن الإنقاذ ومجاهداتها وظلّ يحُث قومه على دعمها للخروج من عُنق زجاجة الصراع في الإقليم وما من أحدٍ سوى الإنقاذ (المُتهمة) باشعال نيران الصراع فيها يستطيع أن يحل تلك المعضلة كما ذكر مسار وقتها، استمرت الأزمة في دارفور وقضت على أخضرها قبل يابسها ولم يُحرِك ساكناً اللهم إلّا الكلام الذي لم يوقف نيرانها ولم ولن يُعيد مواطنها من مُعسكرات النزوح إلى مناطقهم..
نسأل السيد مسار أي انجاز قدمه طيلة سنوات مُشاركته الإنقاذ..؟
ذهبت الإنقاذ بعلاتها وعوراتها وتركت فينا شرخاً كبيراً وتغييراً كبيراً طال كُل مناحي حياتنا حدثنا بالله عليك عن أي شكل من أي أشكال المعارضة والمقاومة لسياساتها قمت به سيدي للحد من تمددها وإبطال مفعول سياساتها التي أقعدت البلاد ودمرت مصالح العباد، ظللّت تتنقّل من موقعٍ لآخر والأحوال في البلاد تمضي من سيء لأسوأ لم نسمع لك صوتاً إلّا من باب المُخالفة أو الخلاف الشخصي أو التصريح الغير فاعل في الصحف والمنابر الإعلامية المُشرعة كانت لكُم..
الأخبار وردت إلينا في يوم السبت 26 اكتوبر الجاري وفي أحشائها أنّ السيد رئيس حزب الأمة الوطني الباشمهندس عبدالله مسار هدّد الحكومة الانتقالية ووصفها بحكومة (شنط) لأن أغلب وزرائها أتوا من خارج البلاد وأعلن مسار أنهم يستطيعون إقامة ثورة خلال اسبوع حال أرادوا ذلك ، وهدّد بجمع عشرة آلاف شخص لقيام ثورة جديدة حال تم اقصائهم من الحكم ورفضت الحكومة الجديدة التعامل معهم، وقال: ” نحن جايين للحكم طولتو ولا قصرتو”!!..
يا أخي الطموح مشروع ومن حقك أن تحكُم إن وجدت إلى الوصول إليه سبيلاً ولكن الوصول إلى الحُكم (غداً) لا يتأتى بالتهديد ولا بحشد الناس (المافي) أصلاً بل يحتاج إلى قواعد متينة أعمدتها هي مُنجزاتكم في الأمس القريب وجسر الوصول إليها ما قدمتموه للمواطن من خدمة (حقيقية) بالفعل لا بالكلام ..
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة