حسن
– حسن لا نجادل لأنه
لما سقطت الشيوعية على خشمها الشيوعيون رفضوا أن يقول الناس إن أصل الشيوعية (ماركس) هو المخطئ.. قالوا النظرية أصلها صحيح.. والفشل في التطبيق
– والشيوعيون لما سقطت حكومة الإسلاميين قالوا إن المصدر ذاته (الـله) هو المخطئ – وأضربوا الإسلام
– حسن
– لا نصرخ لأن السوداني كان .. ليرسم الإفلاس الكامل.. يقول
: ما عندنا بصلة
– والآن السودان ما عندو بصلة
– والسودان ما عندو بصلة لأن البصل تهدر شاحنات تهريبه الآن شرقاً وغرباً إلى تشاد وإلى إريتريا وإثيوبيا
– فالخمور الجيدة جداً تصنع من البصل
– و..
– ولا نصرخ لأن كسلا تصرخ قبل سنوات أن مشروع ابتلاعها يتمدد (بالرااااحة)
– وكسلا الآن .. تمشي في شوارعها.. الأزياء إريترية.. المحلات إريترية.. الأغاني المنطلقة من محلات السوق إريترية.. العملة.. إريترية
( عملة تحت الأرض لأنها تذهب مساءً إلى خلف الحدود)..
– والبيوت ملكيتها الآن.. إريترية بأسماء سودانية
-(الجالية) السودانية هناك.. انتظر ليها شوية
(2)
– وندمن الحديث عن أننا (قلنا قبل سنوات.. قلنا قبل سنوات)
– وبعض الإدمان هو
قبل سنوات عن (لماذا نحن باركين) نكتب عن (يوم في حياة عربي مستقل جداً)
وفيه نقول (العربي المستقل جداً يستيقظ من النوم على صوت المنبه (الياباني) وينهض من فوق فراشه المستورد من إيطاليا.. ويدخل حمامه المستورد من اليابان.. والإضاءة المتدرجة في الفجر تسكبها مصابيح إنجليزية.. والعربي المستقل جداً بعد الصلاة يتناول إفطاراً خبزه من الدقيق (الأسترالي) والزبدة (المستوردة من هولندا والشاي المستورد من الهند.. ويرتدي ملابسه المستوردة من لندن وعند النظر إلى ساعته السويسرية يعرف يتصل به ابنه الذي يدرس في ألمانيا وفي الهاتف المستورد من كوريا يحدثه عن أنه أرسل له أحدث طبعة من المصحف (طبعة صدرت في ألمانيا)
– والرجل يهبط إلى عربته المستوردة من اليابان والممتلئة من النفط الذي استخرجه الأمريكان
– الحديث هذا كنا نكتبه في الثمانينات لنرسم (أين نحن .. ولماذا)
– بعدها عن أن الحرب ممتدة.. وأن الحرب ما يتبدل فيها هو أسلحتها فقط نكتب عن أن
: ضربة توجه للعالم العربي الإسلامي (مرة كل عشر سنوات.. نعم بدقة.. ضربة كل عشر سنوات)
– والإحصاء البسيط هو
– عام 1948 غزو اليهود لفلسطين
– بعدها بعشر سنوات (تنقص عامين فقط) ضربة 1956
– بعدها بعشر سنوات تزيد عاماً واحداً ضربة 1967
– بعدها حرب (73) لا تحسب لأنها حرب يطلقها العالم العربي.. وبعدها الميزان يعود
– بعد (1973) بعشر سنوات .. تنقص عاماً.. غزو إسرائيل لبيروت 1982
– بعدها بعشر سنوات تنقص عاماً ضربة العراق الأولى 1990
( وما بين 83 وحتى عام تسعين كانت حرب العراق إيران)
– بعد 1990 بعشر سنوات حصار العراق عام 2000.. ثم ضربة بثلاثين دولة عام 2003
– بعدها بعشر سنوات تزيد عاماً.. يغمسون السعودية في حرب اليمن
– بعدها.. بعدها.. وخلال الفترات الأخرى تنطلق عشرات الحروب (بالقطاعي)
– والحرب الجزئية هذه/ والتي هي أكثر دماراً) تصنعها المخابرات
– نكتب عن هذا لنشير إلى أنه (لا أحد جايب خبر)
(3)
– والسودان حرب واااحدة مستمرة
– وجيران يجعلونك تصرخ بجملة نرددها كثيراً..
– والصرخة أحدهم يصرخها ليقول
: أوقفوا الأرض .. أريد أن أنزل
– إذن؟
– إذن.. عن الجدال والبحث عن أين هو الصواب-جدال لا ننغمس فيه.. يمنعنا ما نشير إليه في السطور الأولى من الحديث هذا
– وحماية السودان .. حديث لا نصرخ به .. تمنعنا الفقرة الثانية.. فقرة .. البصل التي هي نموذج لألف شيء آخر
– ونكتب عن (لماذا نحن باركين) لأن ما نصرخ به منذ نصف قرن.. لا جدوى منه
– ونكف عن الصراخ عن أن (الحرب ضد الإسلام وضد المسلم حرب واحدة ممتدة) لأننا نكتب عن (ضربة كل عشر سنوات) .. نكتب منذ عشرات السنين
– والريح تذهب بما نقول (وترامب أمس وأوروبا ترقص لأنهم قتلوا البغدادي)
– والـله ارتحت يا بغدادي
-…
(4)
– كوارث بحجم الحروب.. ثم لا أحد ينتبه؟!
– لا.. لا.. هناك انتباه حتماً.. إذن؟
– إذن.. عجز هو؟!
نعم .. عجز حتماً
إسحق فضل الله
الانتباهة