عبد القادر باكاش: حزب العسكر أمل الأمة

يوماً وراء الأخر يزداد يقيني ان أزمة الدولة السودانية في ساستها قبل قادتها العسكريين رغم إن كثيرين أسَالُوْ الحبر في ذم وانتقاد الأنظمة العسكرية في السودان لكنهم غفلوا ربما عمداً او جهلاً عن إن أزمتنا الحقيقية هي في ساستنا المدنيين تأريخنا القديم والحديث يذكر ان كل انقلاباتنا العسكرية تمت بإيعاز ومباركة ورعاية ساسة مدنيين وان كل إخفاقاتنا وخسائرنا في ميادين القتال كانت بسبب خيبات الحكام المدنيين وكل مشاركات قواتنا في حروب الوكالة تمت بقرارات من ساسة مدنيين وكل مخالفة قام بها العسكر السودانيين كان ورائها ساسة مدنيون .

السؤال الذي حارني وأقلقني الي متي يظل العسكر توابع في بلاد أدمن ساستها الفشل والهوان ؟؟ من منكم يجيبني علي ما هي مؤهلات من قادوا السودان من الساسة المدنيين طيلة عهود الحكم الوطني وما هي انجازاتهم وما هي مواقفهم المشرفة في القضايا الوطنية والإقليمية والدولية للأسف في اعتقادي ساستنا فاشلون لا تهمهم سوي مقاعدهم الوثيرة والصراع علي الموائد والمغانم دع عنك افعال من لم تحضر ولم تعايش تجاربهم انظر لمن حولنا اليوم من ساسة تنسموا المناصب بدعوي الحرية والتغيير ، ماذا قدموا سوي التهافت علي المناصب وتكريس التمكين المضاد في رحلة الركوض من اليمين إلي اليسار ماذا يضيرهم لو انهم نفذوا سياستهم دون اطلاق تصريحات صحفية شتراء وماذا كان سيحدث لو أنهم أجلوا معاركهم السياسية وتصفياتهم الحزبية وتنظيراتهم الجوفاء لوقت لاحق وصبوا جهدهم في خدمة قضايا ومعاش الناس ؟؟ من يبلغهم عني ان الثورة لم تقم لنصرة تيار سياسي في السودان وان انتفاضة شعبنا كانت رفضاً للفساد وللغلاء وللبطالة وليست لتصفية الإسلام السياسي ولا لتمكين وإحلال أفكار اليسار بدلاً عن أفكار اليمين ، ثم تري إلي متى سيظل السودان أسيراً لتيارين بين يمينٍ متطرف ويسارِ متحرر

وفي المقابل من الذي أسس للبني التحتية في السودان وحافظ ولو شكلياً علي مظهر الدولة السودانية ربما يوافقني الكثيرين في أن حكومات العسكر في السودان هي من اقامت كل المشروعات الإستراتيجية بالبلاد وان الحكومات المدنية أهدرت فتراتها في صراعات عقيمة غير ذات جدوى وان شعار الديمقراطية مجرد مفردة فضفاضة لم يجرؤ حتي عتاة الديمقراطيين السودانيين علي تطبيقها في ممارساتهم السياسية لذلك اعتقد إننا بحاجة للتفكير في حلول شجاعة تؤمن مستقبل بلادنا وتنشلها من أيدي الساسة والانتهازيين واطرح هنا مبادرة للحادبين والفاعلين والناشطين غير الحزبيين لتأسيس حزب سياسي يستهدف في المقام الأول ضم قدامي القادة العسكريين المعروفين بالنزاهة والهمة من ذوي التأهيل العالي والأنقياء الأطهار من ناشئة الفاعلين سياسياً من المدنيين خاصة من شريحة الذين لم تطالهم لوثة الساسة ليكون جناح سياسي مدني مؤازر ومساند ومرشد وموجه لتجربة العسكر في حكم السوداني ، أجزم إن هناك من يستغرب من طرحي ويمتعض تصنعاً لكن صدقوني بلادنا لم تصل بعد مرحلة النضج في تجاربها السياسية وساستنا لم يبلغوا الحلم بعد وبصيص الأمل الوحيد معقود لفرسان القوات المسلحة الذين اثبتوا ويثبتون يوماً وراء الأخر أنهم الأمل الوحيد في بلادنا يكفيني استدلالاً انحيازهم لرغبة شعبهم في الإطاحة بقائدهم الرئيس عمر البشير استجابة لتطلعات الثوار ثم صبرهم علي هنات الساسة في الإساءة للمؤسسة العسكرية وقبول تسليم السلطة لحكومة مدنية غير منتخبة ( حكومة حمدوك ) لا أري أي حكمة في ان يكون السودان حقل تجارب او حلبة لصراع طفولي علي السلطة آن الأوان ليضطلع العسكر بدورهم التأريخي والوطني في استعادة هيبة السلطة

عبد القادر باكاش
السوداني عدد السبت 26 أكتوبر 2019

Exit mobile version