أمر محزن أن تحكمنا مجموعة معزولة عن كيمياء الحزن في بلادنا
من أين جاء هؤلاء الغرباء الجدد؟!
..غابت قيادات المكون العسكري بمجلس السيادة عن مراسم تشييع محمد الأمين خليفة ..
غابت قيادة حكومة حمدوك عن أيام العزاء ..
أمر محزن أن تحكمنا مجموعة معزولة عن كيمياء الحزن في بلادنا .. من أين جاء هؤلاء الغرباء الجدد؟!
قبلها منعوا البشير من إلقاء النظرة الأخيرة علي والدته قبل أن تفارق الحياة .. ورفضوا وبإصرار غريب أن يذهب لوداعها إلي مثواها الأخير .. واليوم غابوا .. عسكريون ومدنيون عن مشهد تشييع محمد الأمين خليفة أحد أبرز الرموز التي قدمتها المؤسسة العسكرية السودانية في السنوات الأخيرة .. من تصاريف القدر أن الذين يحكمون بلادنا اليوم لايعرفون كيف يسوسون الناس .. ولايعلمون أن الدنيا في تفاصيلها المهمة تقف علي مشاركة وجدانية صادقة علي شواطئ الحزن .. وضفاف الفرح .. الجموع التي شيعت الراحل محمد الأمين خليفة تعرف قيمة ومقام الرجل .. أسفي عظيم علي الذين حرموا أنفسهم من معايشة تدافع جمع كل ألوان الطيف السياسي الأصيل في بلادنا .. الذين غابوا من المجلس السيادي في شقه العسكري وحلفاؤهم في حكومة حمدوك وضعوا مدماك آخر في الحائط الذي بدا مرتفعا لعزلهم عن واقع الحياة السياسية في السودان .. واقع يتشكل في المقابر .. والمآتم حيث تتجمع و تبرز المقولة الشاخصة لعمنا السياسي الضليع ابن بحر أبيض البار بلال عوض الله والذي لايؤخره عن أفراح الناس وأحزانهم إلا الشديد القوي وهو يردد:( السياسة حضور) ..
ليت برهان وعساكره .. وحمدوك وأفنديته يتعلمون من بلال عوض الله مقاصد كلماته المعبرة عن تجربة ستكون غريبة علي وزرائنا القادمين من خلف البحار !!
الصحفي عبدالماجد عبدالحميد